نظمت جامعة القدس ووزارة الصناعة، ورشة عمل متخصصة بعنوان: “توسيع نطاق استخدام منهجية كفاءة الموارد والإنتاج النظيف في الصناعات الفلسطينية”، بالتعاون مع مركز الإنتاج النظيف في جامعة القدس- حرم بيت حنينا، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وبدعم من صندوق الاستثمار الفلسطيني.
وجاءت هذه الفعالية في إطار الجهود الوطنية والدولية المشتركة لتعزيز استدامة القطاع الصناعي الفلسطيني، ورفع مستوى تنافسيته في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية المتزايدة.
وافتتحت الورشة بحضور ممثلين عن القطاعات الحكومية والأكاديمية والصناعية، وعدد من الخبراء الدوليين وممثلي المؤسسات التنموية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الصناعة عرفات عصفور أن انعقاد الورشة يأتي في مرحلة سياسية واقتصادية مفصلية بالنسبة لفلسطين، مشددًا على التزام الحكومة الفلسطينية بتطوير قطاع صناعي وطني أكثر كفاءة واستدامة، يعكس صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على بناء اقتصاد قوي وقادر على المنافسة إقليميًا ودوليًا، مشددًا على ضرورة التحول نحو أنماط إنتاج نظيفة وكفؤة في استخدام الموارد لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية العالمية.
من جانبه، أوضح نائب رئيس الجامعة التنفيذي لحرم القدس أ.د. عماد الخطيب أن الجامعة بادرت إلى تأسيس مركز الإنتاج النظيف في حرمها بمدينة القدس ليكون بيت خبرة وطنيًا وعلميًا لدعم المؤسسات الصناعية والاقتصادية، مؤكدًا إيمان الجامعة بأهمية التكامل بين البحث الأكاديمي والتطبيق الصناعي.
وأشار إلى أن تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية يتطلب وجود منظومة ابتكار حيوية وفاعلة تقوم على التعاون بين ثلاثة قطاعات أساسية: الأكاديميا، والقطاع الصناعي، والقطاع الحكومي، وذلك في سبيل تحقيق هدف وطني يتمثل في التنمية المجتمعية والاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية لفلسطين.
وفي السياق ذاته، شددت روبيرتا دي بالما، مديرة مشروع نقل التكنولوجيا الآمنة بيئيًا في اليونيدو، على التزام المنظمة بمواصلة دعمها لجهود الحكومة الفلسطينية في تطوير القطاع الصناعي، مؤكدة أن تطبيق معايير الإنتاج النظيف يشكل مدخلًا أساسيًا لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية معًا، وأكدت بدورها على التزام اليونيدو بدعم جهود الحكومة الفلسطينية في القطاع الصناعي والاقتصادي.
كما أوضحت رئيسة مجلس إدارة فلسطين للتنمية، رانيا مرعي، أن استراتيجية صندوق الاستثمار الفلسطيني قائمة على تعزيز القطاع الصناعي باعتباره ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، لافتة إلى أن دعم مبادرات الإنتاج النظيف يمثل جزءًا محوريًا من توجهات الصندوق نحو التنمية المستدامة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات نصار نصار التزام الاتحاد بتطبيق منهجية الإنتاج النظيف في مختلف القطاعات الصناعية، مشيرًا إلى أن تعزيز ثقافة الإنتاج المستدام سيعود بالفائدة المباشرة على الصناعات الوطنية من حيث خفض التكاليف، وتحسين الجودة، وتوسيع نطاق التصدير إلى أسواق جديدة.
وتخللت الورشة نقاشات موسعة بين المشاركين حول سبل تعميم تطبيقات الإنتاج النظيف في الصناعات الفلسطينية، واستعراض أبرز التجارب الناجحة على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى بحث الآليات العملية التي من شأنها مساعدة المصانع الفلسطينية على تبني ممارسات أكثر كفاءة في استهلاك الموارد وتقليل الانبعاثات والتأثيرات البيئية.
وتم خلال الورشة عرض منهجية اليونيدو في الإنتاج النظيف وقصص نجاح لشركات ومصانع في هذا الإطار، حيث تأتي هذه الورشة ضمن جهود وزارة الصناعة لتعزيز استدامة القطاع الصناعي الفلسطيني ورفع قدرته التنافسية والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية، بما يحقق التنمية الاقتصادية ويدعم صمود الشعب الفلسطيني.
واختتمت الورشة أعمالها بالتأكيد على أن تحقيق الاستدامة الصناعية في فلسطين يتطلب تكاتف الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي والجهات الحكومية والشركاء الدوليين، بما يسهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ويدعم بناء اقتصاد وطني متين قادر على المنافسة في المحيطين الإقليمي والدولي.