جرى فريق من خريجي كلية الطب في جامعة القدس دراستين بحثيتين نوعيتين نُشرتا في مجلات عالمية مرموقة ضمن سلسلة Frontiers، والمصنفة ضمن الربعين الأول والثاني (Q1, Q2) في تصنيف المجلات العلمية، وتألف الفريق من الباحثين: الحارث عمرو، أنس عاصي، صلاح الدين ديب، حبيب عوّاد، يحيى كايد أبو جويعد، عمرو عودة.

ونشرت الدراسة الأولى في مجلة Frontiers in Public Health بعنوان:

“Public knowledge, awareness, and practices regarding rabies in Palestine: a cross-sectional survey”. 

وتناولت لأول مرة مستوى المعرفة والوعي والممارسات المتعلقة بداء الكلب في فلسطين، خاصة بعد زيادة عدد الإصابات من الكلاب الضالة في فلسطين في الفترة الأخيرة، وأبرزت الحاجة إلى تعزيز التثقيف الصحي وتطوير برامج الصحة الواحدة، كما سلطت الدراسة الضوء على فجوات مهمة في فهم انتقال المرض والوقاية والإسعافات الأولية، مما يستدعي حملات تعليمية موجهة وتعزيز الخدمات البيطرية نحو الكلاب الضالة.

وتوصلت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن 89% من البالغين الفلسطينيين سمعوا عن داء الكلب، إلا أن 42.3% فقط أظهروا معرفة كافية. بينما قال 83.2% إنهم سيسعون للحصول على الرعاية الطبية بعد عضة كلب، كان 11.8% فقط يعرفون بغسل الجرح بالماء والصابون فوراً. واعتبر ثلثا السكان (67.9%) أن الخدمات البيطرية المحلية غير كافية، فيما ارتبطت المستويات التعليمية الأعلى والسن الأصغر بشكل كبير بمعرفة أفضل. 

ونشرت الدراسة الثانية في مجلة Frontiers in Neurology بعنوان:

“Knowledge, awareness, and attitudes toward epilepsy in Palestine: a cross-sectional study”. 

وسلطت الضوء على واقع المعرفة والاتجاهات المجتمعية تجاه مرض الصرع، مؤكدة أهمية تعزيز الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وأظهرت هذه الدراسة، التي أجريت في فلسطين (على 570 مشاركاً)، أن الغالبية العظمى (82.5%) يحملون مواقف إيجابية تجاه مرضى الصرع، على الرغم من أن نسبة من يمتلكون معرفة جيدة لم تتجاوز 52.1%، ونسبة الوعي الجيد 49.5%.

وبينت النتائج أن التعليم العالي هو العامل الأقوى لتحسين المعرفة والمواقف، في حين ارتبط جنس الذكور بمستويات وعي أقل بشكل ملحوظ، وخلصت الدراسة إلى أن المجتمع الفلسطيني يتقبل المرضى اجتماعياً بشكل جيد، لكنه لا يزال بحاجة إلى برامج توعية لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة.