اختتم متحف العلوم في جامعة القدس فعاليات الدورة الأولى من أولمبياد STEM فلسطين على مستوى الوطن، في الحرم الرئيس لجامعة القدس في أبو ديس، والذي نُفِّذ بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي والوكالة البلجيكية للتعاون الدولي وبدعم من الحكومة البلجيكية.
وشهدت الدورة تنافس تسعة آلاف وخمس مئة طالب وطالبة في المرحلة الأولى من أكثر من ثلاثمئة وعشرين مدرسة، تأهل منهم ثلاثون طالبًا وطالبة يمثلون اثنتي عشرة مديرية تربية وتعليم من مختلف محافظات الوطن.
وألقى رئيس جامعة القدس الأستاذ الدكتور حنا عبد النور كلمة أعرب فيها عن فخره بمستوى الطلبة المشاركين، وبما أظهروه من شغف بالعلوم والتقنية وقدرة على الإبداع في ظروف معقدة.
وأكد أ.د. عبد النور أن الجامعة ترى في هؤلاء الطلبة نواة لجيل قادر على قيادة التغيير العلمي والتقني في فلسطين، وأوضح أن جامعة القدس تضطلع بدور محوري في رعاية الطلبة والمعلمين من خلال برامجها الأكاديمية المتخصصة، ومبادراتها في خدمة المجتمع.
وأشار إلى أن المتاحف العلمية في الجامعة تشكل منصات تعليمية تفاعلية تُثري التجربة العلمية لدى الزوار والطلبة، وتسهم في تعزيز الثقافة العلمية، وتحفيز الفضول، وربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، بما يجعلها جزءًا أساسيًا من منظومة التعلم النشط التي تتبناها الجامعة.
من جانبها، أكدت مدير عام التعليم المدرسي والمعهد الوطني د. سهير قاسم على الأهمية الاستراتيجية لمنحى STEM في تطوير العملية التعليمية وبناء قدرات الطلبة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأشادت د. قاسم بالجهود التعاونية التي تقف خلف نجاح الأولمبياد، موجهة الشكر للوكالة البلجيكية للتعاون الدولي ولجامعة القدس ومتحف العلوم على شراكتهم الفاعلة في دعم هذا الحدث العلمي الهام. كما ثمّنت دور المشرفين التربويين والمعلمين والمنسقين الميدانيين في الإشراف على مراحل المسابقة وتنظيم فعاليات الأولمبياد، مؤكدة أن نجاح هذه الفعالية يعكس التزام الجميع بتطوير التعليم العلمي والتقني في فلسطين.
كما وهنأت الطلبة المتأهلين للمرحلة الثانية من أولمبياد STEM 2025، مشددة على أن وصولهم إلى هذه المرحلة يعد إنجازًا مهما وفوزًا حقيقيًا يستحق الإشادة.
وفي سياق الفعاليات، قدّم الأستاذ عبد الرحمن الكالوتي فقرة تعريفية حول هندسة العمارة، موضحًا أنها من المهن الرئيسة في مجال STEM لاعتمادها على دمج العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا في عمليات التصميم والتخطيط، وبيّن أن هذا التكامل يجعل من العمارة مجالًا تطبيقيًا يترجم المعرفة العلمية إلى حلول عملية وتصميمات واقعية تسهم في بناء مدن أكثر استدامة وكفاءة.
وقدّمت الأستاذة لينا حرامي، مدير مشروع جودة التعليم والتعلم من الوكالة البلجيكية للتعاون الدولي، كلمة وجّهت خلالها رسالة تشجيعية للطلبة، مؤكدة أهمية منهجية STEM في توسيع آفاقهم العلمية والمهنية، وأشارت إلى أن اعتماد هذا المنحى يساعد الطلبة على النظر إلى المستقبل بثقة أكبر، واستكشاف مسارات أكاديمية ومهنية تتوافق مع تطلعاتهم وقدراتهم، مشددة على قيمة المبادرات التي تعزز قدرات الشباب العلمية في فلسطين.
وأعلنت الأستاذة ديما حلواني منسقة متحف العلوم رسميًا انطلاق التحديات العملية، حيث توجّه المتأهلون إلى محطات التحديات في أجواء اتسمت بالحماس والجدية، حيث نفّذ كل طالب ثلاثة مهام علمية عملية قائمة على منهج STEM، استدعت من الطلبة توظيف مهارات البحث والملاحظة الدقيقة والتفكير التحليلي لمعالجة مشكلات مستمدة من الواقع الفلسطيني.
وفي ختام اليوم، أُعلنت نتائج الأولمبياد حيث توّج الطالب أيهم الغول من مديرية القدس بطلًا لأولمبياد STEM فلسطين في دورتها الأولى. وحصلت الطالبة غنى محمد عبد الحميد جواعده من مديرية جنوب الخليل على المركز الثاني، فيما حصدت الطالبة سما محمد باسم خليل من مديرية رام الله والبيرة المركز الثالث.
وتسلم الفائزون الدروع وشهادات التقدير في حفل ختامي، إلى جانب تكريم سائر الطلبة المتأهلين تقديرا لجهودهم ومشاركتهم المتميزة.
وأكد القائمون على الأولمبياد في ختام الفعالية عزمهم على مواصلة العمل لتوسيع المشاركة في الدورات القادمة، وتعزيز الشراكات مع وزارة التربية والتعليم والوكالة البلجيكية للتعاون الدولي والمؤسسات الوطنية ذات الصلة، بما يضمن استدامة هذا الحدث العلمي الوطني وترسيخ ثقافة STEM في المدارس الفلسطينية.






































































