الهيئة الاكاديمية والموظفين

د.ابو الحاج : السرسك أضاف انتصارا للحركة الاسيرة ، و السعدي يروي تفاصيل تجربته الإعتقالية

عدد المشاهدات: 123
 
د.ابو الحاج : الاسير السرسك اضاف انتصارا جديدا للحركة الاسيرة
الاسير المحرر المناضل برهان السعدي يروي تفاصيل تجربته الاعتقالية
 
القدس – أمجد العمري 
هم الاسرى  مجددا ودوما طالما بقي اسير فلسطيني واحد في سجون الاحتلال فما بالك والاف الاسرى لا زالوا يكتوون بنار اجراءات اسرائيل التعسفية وانتهاكاتها . ولم يفقدوا الامل يوما بحتميه انتصار مبادئ الحرية والعدالة وبانتزاع حق شعبهم بالحرية والاستقلال.
الجانب الفلسطيني أكد أن لا استئناف للمفاوضات دون وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى ، في الوقت الذي أثبتت الحركة الأسيرة قدرتها على الصمود في معارك الاضراب عن الطعام حتى يقترب فجر الحرية وتنهار اسوار السجون والمعتقلات.
وفي هذا السياق، اكد الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس في تصريحات ل القدس ان الحرية واحدة لا تتجزأ وان حرية الشعب الفلسطيني لا يمكن ان تتحقق دون اطلاق سراح كافة اسراه وان لا معنى للسلام او لأي مفاوضات بشأن السلام دون ضمان تحرير الاف الاسرى الذين عبدوا ولا زالوا الطريق امام شعبنا نحو تححره من الاحتلال واقامة دولته المستقلة .
رحب الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس بالانتصار الذي حققه الاسير محمود السرسك وفق الاتفاق الذي جرى توقيعه مع سلطات الاحتلال والذي يقضي باطلاق سراحه من سجون الاحتلال في العاشر من تموز القادم ،وان الاسير السرسك اضاف انجازا عظيما الى مخزون الانتصارات التي حققها الاسرى الذين سبقوه بانتزاع حريتهم وانتصارهم على الاحتلال .
كما وأكد ان الاسيرين اكرم الريخاوي وسامر البرق لا يزالان مستمران بالاضراب ،وان حالتهم الصحية باتت خطيرة جدا ،وانهم يعانون من آلام عديدة ويشتكون من اعراض خطيرة ،وانه على الرغم من اجراء الفحوص لهما الى انه لم يتغير على حالهم أي شيْ يذكر ، وطالب بزيادة الضغط على دولة الاحتلال ،وصولا الى الافراج عنهم وعن كافة المعتقلين الاداريين ،ووجه رسالة الى جامعة الدول العربية بضرورة متابعة الجهود التي بذلتها في هيئة الامم المتحدة ،وبالذات فيما يتعلق بملف الاعتقال الاداري ،وضرورة تحريك خبراء القانون لاظهار مدى مجافاة هذه الطريقة من الاعتقال لكل القيم والاخلاق الانسانية . 
 
الأسير المحرر المناضل برهان السعدي
برهان "حسين جميل" عبد الرحيم السعدي من مواليد 20-11-1954 في بلدة كفر زيباد في طولكرم ، وقد عاش طفولته الأولى في الأردن، حيث كان والده مدير مدرسة في قرى إربد شرقي الأردن ثم انتقل مع أسرته قبل هزيمة الأنظمة العربية في حزيران 1967م بعامين، ليستقر في مسقط رأسه فلسطين ، أكمل دراسته الإبتدائية والإعدادية والثانوية في كفر زيباد ودرس بكالوريوس ادارة في جامعة النجاح وهو الان حاصل على درجة الماجستير في الادارة التربوية من جامعة النجاح الوطنية .
 بعد أن أنهى دراسته الثانوية العامة عام 1973م، أبلغ والده أنه لن يواصل دراسته الجامعية مباشرة، إنما سيعمل مدة عام وبعدها يلتحق في إحدى الجامعات العربية، تخفيفا عن والده بهذه الأعباء المالية. قضى حرب رمضان عام 1973م في الأردن، وقد تطوع للدفاع المدني، وكان يقود بعض مجموعات المتطوعين ليلا .
سنوات الاعتقال: 15 عاما –  انتمائه لحركة فتح وتنقله بين ساحات الداخل والخارج
ثم سافر إلى دمشق وهناك كان يتنقل بين قواعد حركة فتح، ويزور مكاتب التعبئة والتنظيم، ومديرية التسليح في جوبر ثم وفي بيروت التحق بقوافل حركة فتح في العام 1973، حيث عرض عليه أن يكون في الأمن الفلسطيني، لكنه وبحكم علاقاته مع زملاء له هناك، ودون أن يُشعر أحدا منهم، أدرك أن عليه أن يكون مقاتلا، أو من خلايا الداخل، فذهب متطوعا للمشاركة في المليشيات الفلسطينية المسلحة من خلال مجلس اتحاد طلبة فلسطين،  حيث كان قريبا لسكنه في بيروت الغربية، فتم تحويل مسؤوليته هناك إلى شاب اسمه توفيق، شاب أسمر قصير القامة ونظراته حادة، لينقله بدوره إلى شاب اسمه ناصر ليكون المسؤول التنظيمي المباشر له، لم يكن معنيا بمعرفة أشخاص، وكل همه أن يعيش انتماءه المخزون منذ طفولته واقعا، وأن يكون تخريبه ضد العدو ممنهجا بدل أن كان بمبادرة ذاتية منه، حتى يتضاعف حجم تأثيره.
وفعلا، تم ترتيب لقاءات تثقيفية تعبوية لخلق الوعي الوطني على أسس تنظيمية، وتلقى تدريبه العسكري في إحدى معسكرات فتح في مصياف شمال غرب حمص، بعد أن نزل في قاعدة عسكرية للحركة لعدة ساعات ، ثم الى مصياف ،ولدى العودة إلى بيروت واصل دراسته الجامعية صباحا في الجامعة اللبنانية، ومساء في جامعة بيروت العربية، حيث كان يدرس مادة الأدب العربي، وفي الليل كان يقوم بالحراسات الليلية على حواجز عسكرية فلسطينية في شوارع بيروت الغربية، كان في كثير من وقته، يقطن مع شاعر الثورة الفلسطينية عز الدين المناصرة، وشاب يدعى معتصم، يعمل منقحا لغويا في مجلة فلسطين الثورة.
خلال تواجده في بيروت، عاد إلى الوطن أكثر من 18 مرة، في كل مرة يستقر أقل من أسبوع، واصل خلالها عمله الوطني ضد الاحتلال. وبعد تأزم الأوضاع في بيروت، وتشكيل حكومة عسكرية استمرت ليومين فقط، وتصاعدت الأحداث، طُلب من الطلاب الفلسطينيين العاملين في العمل السري، أو خلايا الداخل، العودة إلى الوطن، وينتظرون نداءا مشفرا عبر صوت الثورة الفلسطينية.
عاد برهان إلى أرض الوطن عبر جسر دامية بتاريخ 10/7/1975م، وبعد أن سلم تصريحه للمجندة الإسرائيلية، أخذ ينتظر المناداة على اسمه، ليستلم بطاقة هويته الشخصية، وقد مر ركاب عدة حافلات وصلت بعده، ولم يتسلم هويته، كما لم يتم المناداة على اسمه. أخذ يخبر المجندة أنه سلم تصريحه قبل 3 ساعات، وخرج جميع من جاء بعده، فلماذا التأخير، سألته المجندة، ربما لم تسلم تصريحك، وفي أي وقت خرجت من هنا، فأجابها عن يوم محدد، لكنها نظرت إلى خزانة الحائط، والتي تشبه كثيرا لوحة الحائط، ومقسمة بقواطع خشبية بعدد أيام السنة حسب تواريخها، فوجدت أن اليوم الذي ذكره لا يوجد فيه أية هوية لأي مسافر، فأخبرته أن ذاك اليوم كان عطلة رسمية، وأنه إذا لم يسلم تصريحه عليه العودة للأردن، ويأتي بتاريخ موعد خروجه، تردد في ذلك، وأخبره شرطيان عربيان يعملان في الشرطة الإسرائيلية، أنه بالتأكيد مطلوب للمخابرات الإسرائيلية.
عاش صراعا في داخله، فهل يعود إلى الأردن، وإذا سأله أحد عن اسمه، يقوم بإعطائه اسما آخر، خاصة أن تقنية المعلومات، والتعامل مع الحاسوب لم يكن في تلك الفترة. لكن إذا عاد إلى الأردن، فإنه لن يرجع إلى فلسطين أبدا ما لم يتم تحريرها، بمعنى أنه سيبقى مهاجرا لاجئا، بعيدا عن وطنه وأهله، لكن لو اعتقلته المخابرات الإسرائيلية، سيعود في نهاية المطاف إلى مسقط رأسه، مهما طالت الفترة الزمنية، وبينما هو في هذا الجدل مع نفسه، إذا بشخص ينادي: برهان السعدي، ويكرر ذلك مرارا، فعرف أنه الآن مطلوب لمخابرات العدو.
رحلة الاعتقال :
تم نقله بمركبة عسكرية إسرائيلية من الجسر إلى مركز شرطة نابلس، وبعد ساعات، وصل سجن نابلس، وتم وضعه في زنازين نابلس، وهي مشتركة بين استخدامها كعقوبة للمعتقلين، أو لوضع معتقلين في فترة التحقيق، قبل نقلهم إلى اقسام التحقيق كان هناك من المعتقلين كعقوبة من إدارة السجن الأخ عبد الكريم النقيب، ورغم توعيته لإخوة اعتقلوا بعده، وخلال وجوده في الإكسات، إلا أنه لم يمارس هذا الدور التوعوي معه، ربما لأنه اعتقد أنه يمتلك تجربة، أو ظن أنه مارس الدور التوعوي معه.
تم التحقيق مع برهان وكان يسأله ضباط المخابرات أنت سفير فتح عندنا؟ لماذا كل يوم تخرج وترجع؟وأخيرا كان اعترافه بتنظيم وتدريب على السلاح، دون مواصلة أي نشاط، وأعطاه اسما وهميا لبلدة غير موجودة في الواقع، كان قد تدرب فيها، وحرصه هذا، خوفا من قيام طائراتهم بقصف هذا المكان الذي قد يعترف عنه. 
كانت الزنزانة أمرا غير مألوف له، وقد شطح في عنان تفكيره، هل يمكن أن يمكث عاما أو عامين في السجن، وماذا مع مستقبله، وغير ذلك من أسئلة وتدافق في أفكار انسيابية متزاحمة متلاطمة بأبعاد محض شخصية، لكنه لا يبوح بها بلسانه حتى مع نفسه، ويذكر أنه استيقظ على سماع كلمات السجان بأنه سيحضر دلوا من الماء ليسكبه عليه ليستيقظ، هذا عدا عن الطبل الشديد على باب الزنزانة، وشعر في حينها أن جسمه متصلبا كمن يخرج من بطن أفعى.
داخل غرف سجن نابلس:
استقبله المعتقلون كوافد جديد بترحاب شأن أي معتقل جديد، بعد أن حدد تنظيمه أمام لجنة من المعتقلين، كي يعيش فترة اعتقاله تحت مسؤولية التنظيم بكل تفاصيلها الاجتماعية والثقافية والأمنية والتوعوية والتعبوية وما غير ذلك من تفرعات لحياة الاعتقال ، وكان يتوقع له المعتقلون قياسا مع حالات كثيرة حكما يتراوح بين عدة أشهر وسنة ونصف، لكن آخرين حُكموا على نفس التهم ثلاث سنوات. كان يحكم المعتقلون نظام حياة يصبح روتينا مع تكرار الأيام داخل السجن، وبسهولة انخرط في العمل التنظيمي، فتقلد منصب موجه غرفة ثقافي، ثم موجه غرفة إداري، وعضو أمن في جهاز الرصد الثوري، ومارس حياته الاعتقالية بشكل سلس وهادئ. تعرف خلالها على المرحوم المناضل القائد أحمد رشيد، الذي عرف بكنيته أبي كفاح أو أبي سليمان، كما واكب في تلك الفترة بعض قيادات المعتقلين والذي كان للبعض منهم دور في قيادة النضال أو السلطة الفلسطينية، مثل عادل الفقهاء وحسن شتيوي ومنير العبوشي، وبركة التكروري وغيرهم من الذين لا يتذكر غير ألقابهم.
طلب من المحامي المصري في حينه أن يؤجل جلسة الحكم في المحكمة العسكرية في نابلس بسبب الأوضاع الملتهبة في الضفة الغربية، والتي تنعكس مباشرة في الأحكام الصادرة من المحاكم العسكرية، لكنه رفض تحت ذريعة أنه لا يقدر، وأن كل حكمه سيكون ثلاث سنوات.
أصدر قاضي المحكمة العسكرية المشكلة من قاض واحد، حكما بالسجن لمدة سبع سنوات، فعاد إلى السجن، ليكتشف مدى انذهال المعتقلين من حكمه، فاعتقدوا أنه يمازحهم، لكنه كان حقيقة لغرض الردع حسب قول القاضي الصهيوني المجحف، وكالعادة، أخذ يحسب مع غيره من زملائه تندرا على أحكامهم كم يوما وكم ساعة سيقضي، وكم بيضة سيلتهم، خاصة أن وجبة الصباح كانت يوميا بيضة مسلوقة، وكلاما مشابها بهدف امتصاص الصدمة بالتندر والدعابة.
بطولة أم حماقة:
بعد أن قضى عاما ونصف العام من اعتقاله، تم نقله إلى غرفة رقم 4 في سجن نابلس المركزي، في تلك الفترة تم توزيع غرفة رقم 13 إلى بقية غرف السجن بسبب دهان وطراشة الغرفة، فأصبح عدد الغرفة التي يتواجد فيها 55 معتقلا، كان منهم بعض من استجوب من التنظيم داخل المعتقل واعترف بارتباطه مع أجهزة أمن العدو، ومنهم من ينتظر من بعض المشتبه بارتباطهم، وفي إحدى حالات التوجه لاستجواب أو التحقيق مع أحدهم، حصلت حركة غير عادية في الغرفة، فإذا بشخص قد توفي أو أن حالته خطرة، فأخذوا بتجربتهم البسيطة والساذجة يعملون له مساجا في صدره لإنقاذه، لكنه فارق الحياة. بعض من كان في استجوابه أخذ يبكي، فهو حتما سيتحمل مسؤولية ويقضي مؤبدا في السجن، في حين أنه على مسافة أيام من انتهاء محكوميته، وخارطة الغرفة الديمغرافية تتلخص بالتالي: أكثر من عشرين معتقلا من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السادسة أو السابعة عشرة من أعمارهم، فهم طلاب في الصفين العاشر والحادي عشر، تم اعتقالهم إبان انتفاضة عام 1976م، وهناك من اعترف بارتباطه، وهناك بعض المشتبه بهم، فماذا ستكون النتيجة؟ 
حاول المسؤولون العثور على أحد ليعترف بهذه القضية أمام إدارة السجن، فتوجهوا للبعض من الأحكام العالية، لكنهم ووجهوا بحالة الرفض المطلق، فكان رأي برهان السعدي في البداية لتعمل إدارة السجن تحقيقا، ومن يعترف بها تحت وطأة التحقيق يواجه قدره بنفسه، فماذا يعنينا هذا ما دمنا لسنا طرفا مشاركا في أي جانب من المسؤولية، واقترح أن يتحملها يوسف العجوري، من القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل، فهو عضو اللجنة الأمنية العليا في المعتقل، وأن كل عملية خطف طائرة، أو عملية فدائية، تتم المطالبة بالإفراج عنه، على غرار المطالبة بالمطران هيلاريون كابوتشي والياباني كوزو أوكاموتو الذي أنزل طائرة اختطفها في مطار اللد. وأمام هذه الخارطة في تركيبة الغرفة، فإن مخاطر عدم تحمل أحد مسؤولية ذلك من شأنه أن يشكل كارثة، حيث أجواء التحقيق في ظروف نفسية صعبة كهذه يمكن أن تشكل مرتعا للمخابرات الإسرائيلية، فيكون ضحيتها أطفالنا الأشبال، حيث سهل لمخابراتهم ربط بعض هؤلاء،علاوة على إمكانية تسريب معلومة لأجهزة أمن إدارة السجن عن حقيقة الأمر، فيكون ضحيتها كثير من المعتقلين بصدور أحكام عالية بحقهم في السجن، فهذا شارك، وذلك نقل معلومة، وآخر استقبل ورقة من قيادة التنظيم في غرف أخرى بشأن الأمر. وأمام هذا الأمر، قرر السعدي تحمل مسؤولية هذه القضية أمام أجهزة أمن وشرطة الاحتلال، لإنقاذ الوضع الذي ينذر بخطورة على مستقبل أطفال أبرياء، رغم أنه يكبرهم فقط بأربع أو خمس سنوات فقط، فقال للمعتقلين داخل الغرفة: لا تقلقوا، سأتحمل مسؤوليتها أمام محاكم العدو، لكنني لا أتحمل أية مسؤولية تنظيمية أو عشائرية، فأنا لست شريكا أو سببا في هذه الحالة، لكنني سأنقذ الموقف، فالمحققون يهمه إقفال ملف القضية بوجود من يعترف بها. وعلى أثر ذلك عوقب بزنزانة انفرادية لمدة عام في إكسات معتقل جنين، كما أصبح حكمه 27 عاما، وقد قضى معظم فترة وجوده بالحبس الانفرادي مضربا عن الطعام، فمرة يضرب لوحده ثمانية أيام، ومرة 12 يوما، وأخرى 17 يوما، وخلالها تقوم إدارة السجن بتغذيته الإجبارية، بإدخال أنبوب مطاطي في المعدة عبر الأنف، كما كان محققو الشرطة يأتون إليه في سجن جنين، لإقناعه بسحب اعترافه، وقول الحقيقة، فبدلا من الحكم العالي، يمكن أن يصدر بحقه في الحد الأقصى ستة أشهر لإدلائه بإفادة كاذبة، لكنه أصر على أقواله، كما حصل هذا الحوار والجدل أمام رئيس بلدية جنين في حينه المرحوم أحمد كمال السعدي، الذي كان يطالب بإنهاء فترة عزله الانفرادي.
مرحلة جديدة في الأسر:  
انتقل بعد صدور حكم بحقه، إلى معتقل بئر السبع، وبعد أشهر فقط، وبعد عملية الساحل البطولية في 11/3/1978م بيومين تم نقله مع سبعين معتقلا إلى سجن طولكرم، تحت أجواء رعب وإرهاب. وهناك طور ثقافته، وامتلك قدرات كتابية وأتقن اللغة العبرية بشكل ممتاز، وتسلم ترجمة الصحف العبرية لعدة سنوات، وكتب الخاطرة والقصيدة النثرية، ثم القصيدة الكلاسيكية المعروفة بالوزن والقافية، لكنها كانت بداياته الشعرية. وقضى في معتقل طولكرم أربعة أعوام، ليعود بعدها في العام 1982م إلى معتقل بئر السبع، لتتعمق تجربته التنظيمية، وتصقل شخصيته الثقافية، بسبب التلاطمات الفكرية والسياسية العنيفة بين تيارات فكرية متصارعة داخل الإطار التنظيمي الواحد أحيانا.وقد كان ناشطا على الصعيد الثقافي والتعبوي، حيث كان محررا لمجلة فجر العاصفة، المجلة الرسمية لحركة فتح داخل معتقل بئر السبع، كما كان عضو اللجنة الثقافية العليا.
في 2/7/1984م، كان في الدفعة الأولى التي غادرت معتقل بئر السبع، إلى المعتقل الجديد في نابلس، والذي عرف بمعتقل جنيد، حيث تم إغلاق معتقل بئر السبع، وقد بقي في جنيد إلى أن تحرر في عملية تبادل الأسرى عام 1985م، وفي جنيد، قبل التبادل، كتب دراسة بعنوان " الإنسان في الإنسان"، وهي دراسة سيكولوجية سيولوجية انثرولوجية، واستمر في كتابتها مدة عام، لكنها أعدمت نتيجة خطأ مجموعة من نساء قريته عندما كان مطاردا للمخابرات الإسرائيلية قبل الانتفاضة الأولى. 
رحلة بعد التحرر:
التحق بعد الأسر بجامعة النجاح الوطنية، حيث كان قراره قبيل تحرره أن يواصل دراسته الجامعية، وواصل عمله القيادي التنظيمي في طولكرم وقلقيلية وجامعة النجاح الوطنية، ودرس إدارة أعمال، وبعد عام ونصف فرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله لمدة ستة أشهر، وبعد انتهاء الإقامة الجبرية، عاد ليكمل مشواره الأكاديمي من خلال موقعه القيادي التنظيمي  للحركة الطلابية، حيث لم يتوقف عن ممارسة العمل التنظيمي وبناء القواعد التنظيمية في منطقتي طولكرم وقلقيلية واللتان أصبحتا محافظتين في ظل السلطة الوطنية.عمل محررا في المكتب الصحفي الفلسطيني الذي كان يصدر مجلة العودة، لصاحبه إبراهيم القراعين وريموندا الطويل، ثم تحول إلى مراسل صحفي ليستطيع إكمال دراسته الجامعية،وخلال دراسته الجامعية تزوج وأصبح أبا خلال فترة إقامته الجبرية.
عودة إلى السجن بعد مطاردة:
 في شهر آذار 1987 أصبح مطلوبا للمخابرات الإسرائيلية للتحقيق بسبب اعتقال قيادة الشمال لحركة فتح، وكان الوحيد في الوطن مطاردا لجيش الاحتلال، وبعد ثلاثة أشهر اعتقله الجيش الإسرائيلي في كمين في المخفية في نابلس، وهو في طريقه صباحا إلى جامعة النجاح الوطنية، وتم نقله إلى مركز التحقيق في جنين، وبقي في إكسات التحقيق لمدة ثلاثة أشهر. 
وأصدرت بحقه محكمة عسكرية في جنين قرار حكم لمدة عامين بالسجن الفعلي، وعامين مع وقف التنفيذ. وقد مارس دوره القيادي في المعتقل، وكان له ولبعض زملائه الذين عادوا ثانية إلى السجن بصمات واضحة، حيث أن بعض الأمراض كالهوس الأمني كانت منتشرة، إضافة إلى افتقار للكادر التنظيمي والتجربة التنظيمية بعد الفراغ الحاصل نتيجة تبادل الأسرى في صفقة العام 1985. كتب في هذه الفترة العديد من القصائد الشعرية الناضجة، كما كتب دراسة بعنوان "تبادل الأسرى بين الحلم والواقع"، تحمل اسم شمس الحرية، وقد أنجز طباعتها مع إجراء تعديلات عليها على الحاسوب بعد أكثر من عقدين من الزمن. 
وبعد انهائه مدة محكوميته، خرج من السجن لمدة ستة أشهر، فعاد بعدها اعتقالا إداريا، وبعد الإداري،خرج من السجن أيضا ليواصل نضاله، فاعتقل بعد ستة أشهر في كمين نصب له على مدخل طولكرم الجنوبي، وحكم بالسجن لمدة عامين، وخلال هذا الاعتقال، كان أسبوعيا يستقبل شخصيات إسرائيلية، يحاورونه، يطلبون منه أن يتم التفاوض معه ومع قيادات التنظيم في ساحة الوطن المحتل، لكن الموقف كان ثابتا، أن م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد، وهي المخولة فقط بالتفاوض.
بعد أن أنهى محكوميته، قرر أن يواصل تعليمه الجامعي، حيث أنه قرأ المستقبل خلال اعتقاله الأخير، وتنبأ أن المستقبل لغير صالح المناضلين، إنما لمن يملك الأموال، أو من يحاول أن يحمي ذاته بشهادة علمية، وقد أكمل تعليمه الجامعي فحصل على البكالوريوس عام 1995م، ثم واصل دراساته العليا÷ فحصل على الماجستير في الإدارة التربوية عام 1998م.
السعدي يقول الآن، أن الالتزام بالخلق النضالي، والابتعاد عن الوقوع بإحدى الكوتات له ثمنه، وإن الرأي الجريء والناقد للمسؤولين بشأن مسيرة العمل والبناء يكون ثمنها التهميش.
خبر الزيارات
 
على صعيد آخر قام طاقم المركز بزيارة تضامنية الى ذوي الاسير عامر بحر في بلدة ابو ديس ،وذلك على رأس وفد مثل بالاضافة الى مركز ابو جهاد نقابة العاملين بجامعة القدس واقليم حركة فتح ، وقد ضم الوفد د.فهد ابو الحاج و د.عيسى ابو زهيرة ومحمد جاموس واحمد نعيرات وخديجة ابو عرقوب ،ومثل الاخ فادي الافندي نقابة العاملين ،والاخ انور بدر عن اقليم حركة فتح بالقدس والاخوة يزيد بحر وابراهيم ربيع .
وكان باستقبالهم في منزل الاسير والد الاسير "ابو رائد بحر" والاخ نور بحر بالاضافة الى اشقاء الاسير ، الذين رحبوا بالوفد مثمنين خطوتهم وحرصهم ،وقام والد الاسير باطلاع الوفد على ما يعانيه ابنه في سجون الاحتلال مؤكدا ان حالته الصحية آخذة بالتراجع بشكل خطير ،وانه يعاني من حالة اهمال مقصودة تهدف الى النيل منه ،وقد طالب كل المؤسسات بضرورة الاستمرار بمتابعة حالته وتقديم كل ما يلزم له .
واكد د. ابو الحاج حرص مركز ابو جهاد وجامعة القدس على متابعة قضايا الاسرى ،وتوثيق كل ما يتعرضوا له داخل السجون ،بالاضافة الى توثيق تجاربهم الابداعية صونا لتاريخهم الناصع ،واضاف بأن من الواجب على المؤسسات التي تعنى بمتابعة وضع الاسرى داخل السجون بذل كل المستطاع لحماية كافة الاسرى ، وختم بتمنياته ان يتم الافراج عن الاسير عامر بعد قضائه ثلثي مدة محكوميته .
يذكر ان الاسير بحر المعتقل منذ العام 2004 محكوما بالسجن لمدة 13 عاما .
 
 
 

شارك المقال عبر:

محمود الجعفري.. الحياة نجاح!
دراسة حديثة: التعليم في فلسطين ليس بحاجة لنظام “توجيهي” جديد

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University