الهيئة الاكاديمية والموظفين

جامعة القدس والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين يعقدان المؤتمر التربوي الأول حول “التعلم العاطفي الاجتماعي بين النظرية والتطبيق”

عدد المشاهدات: 86

عقدت جامعة القدس المؤتمر التربوي الأول المحكَّم بعنوان “التعلم العاطفي الاجتماعي بين النظرية والتطبيق”، بتنظيم كلية العلوم التربوية وبالشراكة مع الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين. وحضر المؤتمر رئيس الجامعة أ.د. حنا عبد النور، والسيد منيب رشيد المصري، وأ.د. عماد أبو كشك، وعميد كلية العلوم التربوية ورئيس المؤتمر أ.د. محمود أبو سمرة، والأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين د. سائد ارزيقات، والوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي د. أيوب عليان.

كما شارك فيه خبراء في التعليم العاطفي الاجتماعي من مؤسسات محلية ودولية، إلى جانب باحثين من جامعة القدس وعدد من الجامعات الفلسطينية والعربية، فضلًا عن معلمين ومشرفين تربويين من مختلف المحافظات.

وهدف المؤتمر، الذي قُدمت فيه 48 ورقة بحثية من باحثين مشاركين، إلى تعزيز بيئة التعلم من خلال توظيف مبادئ التعلم العاطفي الاجتماعي، واستكشاف دوره في العصر الرقمي، ودعمه للتنمية المجتمعية، إلى جانب قياس أثره وتقييم نتائجه.

وتوزعت محاور المؤتمر على عدة جلسات تناولت موضوعات متنوعة، من أبرزها: بناء بيئة تعليمية داعمة ومحفزة، دور التعلم العاطفي الاجتماعي في تحسين بيئة التعلم، التعلم العاطفي الاجتماعي والتنمية المجتمعية، وقياس التعلم العاطفي الاجتماعي وتقييمه.

وفي الكلمة الافتتاحية، أكد أ.د. محمود أبو سمرة، عميد كلية العلوم التربوية ورئيس المؤتمر، على أهمية انعقاد المؤتمر، مشيرًا إلى أن مسؤولية التعليم العام أو التعليم المدرسي مسؤولية كبيرة، إذ يشكل منظومة واسعة ومترابطة من المدخلات والمتغيرات والمخرجات، تشمل المعلم والطالب والمنهاج والمجتمع المحلي والإدارات التربوية وغيرها من المكونات. وأضاف أن تكامل هذه العناصر يتطلب تعاونًا وثيقًا بين جميع الجهات ذات العلاقة.

وأوضح أبو سمرة أن عقد المؤتمرات والندوات العلمية يأتي للاطلاع على ما يقدمه الباحثون من دراسات وأفكار، بما يسهم في معالجة التحديات التي يواجهها الميدان التربوي من جهة، ويعمل على تطوير المنظومة التعليمية من جهة أخرى.

وأكد أ.د. حنا عبد النور رئيس جامعة القدس أهمية المؤتمر كونه يجمع نخبة من الباحثين والخبراء في مجال التعلم العاطفي الاجتماعي، موضحًا أنه وفر مساحة للتفكير المشترك والتخطيط لمستقبل أفضل للطلبة. وشدد على أن التنمية لم تكن يومًا رفاهية، بل هي حجر الزاوية الذي تتشكل من خلاله القيم المجتمعية.

وأشار عبد النور إلى أن التعلم العاطفي الاجتماعي يسهم في بناء وعي الطلبة، ويعزز قدرتهم على فهم مشاعرهم والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، بما ينعكس على تطوير مستواهم التعليمي والاجتماعي، مؤكدًا أن ذلك يشكل استثمارًا في المعلمين، وفي مستقبل أطفالنا ومدارسنا.

وقال السيد منيب المصري: “إننا في ظل الظروف الراهنة بحاجة ماسة إلى مؤتمرات تنطلق من جامعة القدس العريقة، وتجمع نخبة من الباحثين المميزين”، مشيرًا إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يمثل دعمًا للفكر الفلسطيني، ويؤكد أن فلسطين، رغم معاناتها، ما زالت قادرة على العمل والنهضة والتطور بتكاتف مؤسساتها ووحدة فكرها.

وأكد أ.د. عماد أبو كشك أهمية تطبيق التعليم العاطفي الاجتماعي في المدارس ولجميع الطلبة، مشيرًا إلى أن جامعة القدس طورت برامجها بما يتلاءم مع هذا التوجه، وقدمت الدعم اللازم للباحثين من أجل تحقيق هذه الأهداف.

وشدد أ.د. أبو كشك على أن مجتمعاتنا اليوم بحاجة إلى نهضة تعليمية شاملة، لا تقتصر على نقل المعارف والمهارات الأكاديمية، بل تقوم على تبني التعلم العاطفي الاجتماعي كمنهجية أساسية. فهذا النوع من التعلم ينمي لدى الطلبة القدرة على فهم أنفسهم وإدارة عواطفهم بوعي، مما ينعكس إيجابًا على مسيرتهم التعليمية والاجتماعية، ويسهم في إعداد جيل أكثر وعيًا وقدرة على التكيف، ومؤهلًا لقيادة مجتمعه نحو مستقبل أفضل.

وأوضح د. سائد ارزيقات أن انعقاد المؤتمر جاء ليشكل محطة نوعية في مسارنا التربوي والنقابي، وجسرًا يربط بين الجهد التطبيقي الميداني والإنتاج العلمي البحثي، وبين أن التعليم الفلسطيني مر خلال السنوات الماضية بظروف استثنائية ومعقدة، فرضتها العديد من الأوضاع.

واستطرد حديثه قائلًا “استدعى منا جميعًا مؤسسات وأفراد البحث عن أدوات واستراتيجيات تدعم صمود نظامنا التربوي لذا تبنينا منحى التعلم العاطفي الاجتماعي كأداة تعليمية حديثة تمكن المعلمين والطلبة من التعامل بمرونة ووعي مع تحديات البيئة المدرسية والحياتية، وتسهم في تحسين مخرجات التعلم الأكاديمي والنفسي والاجتماعي”.

وأكد د. أيوب عليان أن المؤتمر التربوي النوعي يشكل ركيزة أساسية في تطور العملية التعليمية التعلمية، بما يتيح للطلبة فرص النجاح في مختلف المجالات، موضحًا أنه يسلط الضوء على آليات الدعم النفسي والعاطفي والاجتماعي من خلال دمجها في المقررات الدراسية، بهدف الجمع بين النظرية والتطبيق ومواجهة تحديات العصر.

وأكد الخبير في التعليم العاطفي الاجتماعي في اليونيسيف د. باسم ناصر على ضرورة تعزيز مهارات الحياة لدى الطلبة في المدارس ومساعدة من يعانون من ظروف بيئية صعبة بدعمهم نفسيًا واجتماعيًا، مبينًا أنهم طوروا إطار فكري لهذا الموضوع بأربعة مخرجات تربوية، وهي: التعلم الأكاديمي، والمخرج الاقتصادي، والتمكين الشخصي، والمواطنة، وبالتالي دعم الصحة النفسية لهم.

وأشاد الأمين العام للمنظمة الدولية للتربية د. ديفيد إدواردز بالدور البارز الذي يقوم به المعلمون في فلسطين، مؤكدًا أهمية رسم الابتسامة على وجوه الأطفال رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها خاصة في قطاع غزة. وأعرب عن فخره بالعلاقة التي تجمعهم مع اتحاد المعلمين، مشيرًا بذلك إلى سعي المنظمة نحو خلق بيئة تعليمية داعمة ومحفزة للطلبة في كافة المجالات.

وأكد رئيس جامعة فلسطين الأهلية د. عماد الزير على ضرورة إطلاق مبادرة وطنية لدعم التعلم العاطفي الاجتماعي، مشددًا على أهمية تكاتف منظومة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم كافة من أجل تحقيق هذا الهدف. كما أوضح أن دمج التعليم العاطفي الاجتماعي في المدارس يشكل عاملًا أساسيًا في مساعدة الطلبة على تطوير أنفسهم وبناء قدراتهم الاجتماعية في محيطهم.

شارك المقال عبر:

“د. حسين المصري ينشر بحثًا دوليًا مشتركًا حول مقارنة استئصال المعدة بالروبوت والمنظار لعلاج السرطان في مجلة International Journal of Surgery”

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University