نظّمت المكتبة العامة والبرامج الثقافية في البلدة القديمة في القدس لقاءً معرفيًا شاملًا جمع بين البعد التاريخي والبعد الحقوقي، وذلك من خلال محورين رئيسيين: الأول تناول الزوايا الصوفية في مدينة القدس، والثاني ناقش التمييز في تقديم الخدمات البيئية في القدس الشرقية.
ورحّب مدير المكتبة العامة والبرامج الثقافية أ. رائد نسيبة، بالحضور، مؤكدًا أهمية تعزيز التواجد الثقافي والمعرفي المقدسي داخل أسوار البلدة القديمة، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة والتحديات اليومية التي يواجهها السكان، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي تلعبه جامعة القدس من خلال مراكزها في البلدة القديمة، داخل الأسوار وخارجها، في دعم المجتمع المقدسي والحفاظ على حضوره الثقافي والمؤسساتي.
وفي المحور الأول من اللقاء، قدمت الأستاذة دلال عودة مداخلة تاريخية حول الزوايا الصوفية في مدينة القدس، مستعرضة الزاوية الهندية التي بُنيت بعد الفتح الصلاحي، والزاوية النقشبندية التي تأسست عام 1616م، إضافة إلى الزاوية الأفغانية التي أوقفها والي القدس محمد باشا وبُنيت عام 1043هـ، وتناولت الأستاذة عودة الأهداف الدينية والاجتماعية لهذه الزوايا، معتبرة إياها جزءاً هامًا من التراث الصوفي والذاكرة التاريخية للمدينة.
وجاء المحور الثاني بعنوان “التمييز في تقديم الخدمات البيئية في شرقي القدس”، حيث عرض د. أسامة الرشق نتائج تقرير أعدّه ائتلاف المنظمات البيئية الفلسطينية، كاشفًا عن حجم التفاوت والتمييز في تقديم الخدمات البلدية بين شرقي القدس وغربها.
وأوضح د.الرشق أن التمييز لا يقتصر على توزيع الخدمات، بل يتعداه إلى أسلوب تعامل موظفي البلدية، الذي يختلف أحيانًا بين بيت وآخر في نفس الحي، إضافة إلى التباين الكبير في إجراءات التنظيم واستصدار تراخيص البناء، التي تكون أسهل وأقل تكلفة للمواطنين غير العرب.
وأشار مدير دائرة التشبيك في جمعية الدراسات العربية السيد قصي عباس، في مداخلة له خلال اللقاء، إلى الدور الرائد الذي تقوم به جامعة القدس في مختلف المجالات، مشيدًا بمساهماتها المجتمعية عبر مراكزها المتعددة في البلدة القديمة، وسعيها المستمر لدعم المقدسيين والحفاظ على وجودهم.
يُذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية والمعرفية التي تسعى لتعزيز الوعي بالتراث والتحديات السياسية والخدمية في مدينة القدس وتسليط الضوء على قضايا أهلها، من خلال شراكات فاعلة بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية.
