أقام معهد الطفل بالشراكة مع مؤسسة إيديوكيد حفلًا لتسليم الشهادات للطلبة المشاركين في الدورة التدريبية في مشروع التعليم الجامع، حيث صممت أنشطة تدريبية من قبل جامعة بولونيا University of Bologna وماشيراتا University of Macerata في إيطاليا وجامعة القدس، لتدريب طلبة كلية العلوم التربوية من تخصصات التربية الخاصة، وتعليم المرحلة الأساسية ورياض الأطفال، وعلم النفس.
وافتتحت التدريب الخبيرة التربوية لوتشيا بيوندلي من مركز التعليم الإيطالي السويسري، التي دربت الطلبة على الطائرة الورقية الماسية الفلسطينية، التي تعني التركيز على جميع المتعلمين سواءً في المدرسة أو الروضة أو أي مكان بصرف النظر عن قدراتهم وإمكانياتهم من خلال العمل التعاوني، وتوفير التنوع في التعليم، وتوفير أنشطة ملائمة ومتعددة المستويات بحيث تراعي الفوارق الفردية، وتوفير بيئة تعليمية داعمة لنمو المتعلمين وتطورهم، وتوفير التقييم الحقيقي والذاتي، وكذلك التركيز على مساعدة كل المتعلمين على التطور والنجاح، لجعل الحياة التعليمية أكثر أمانًا وشمولًا من خلال دمج ذوي الإعاقة بفرص حقيقية للتعلم.
ومن ثم تابع التدريب الدكتور سعيد عوض والدكتورة نداء ازحيمان والدكتورة سمر عوينة حول مفهوم الدمج لذوي الإعاقة، والتعليم الشامل للأطفال، وغرف التطوير التربوي في المدارس متعددة الاستخدامات تعمل على تنمية قدرات الطلبة، إضافة إلى المتابعة الميدانية للطلبة في مشاريعهم التي طبقوها في المدارس.
ورحبت الدكتورة نداء ازحيمان عريفة الحفل بالحضور، وبينت أن التعليم الجامع ليس مجرد اتجاه حديث، بل هو فلسفة تربوية تسعى إلى بناء جيل يحقق العدالة ويقدر التنوع ويؤمن بالقضاء على التمييز، من خلال إتاحة حق التعليم للجميع، واحترام الفروق الفردية، وخلق بيئة صفية عادلة تلبي احتياجات كل طالب دون استثناء.
كما قدّم عميد كلية العلوم التربوية الأستاذ الدكتور محمود أبو سمرة كلمة شكر فيها معهد الطفل ومديرته والمدربين على جهودهم في رفع كفاءة الطلبة، وإعدادهم لممارسات تربوية حديثة تتماشى مع متطلبات التعليم.
ورحبت مديرة معهد الطفل ومديرة المشروع أ.د. بعاد الخالص بالحضور من مؤسسة ايديوكيد وهم المهندس أحمد عودة وأ. إسراء أبو خضير، وأ. إبراهيم برناط، كما رحبت بالحضور من المدربين، وأعضاء الهيئة التدريسية في كلية العلوم التربوية، والطلبة المشاركين، مؤكدة أنّ هذا اليوم يحتفي بجهود مشتركة أثمرت برنامجًا تدريبيًا نوعيًا يدعم التعليم الجامع في مدارس القدس وضواحيها.
وأكدت أ.د. الخالص أن مشروع التعليم الجامع يشكّل ركيزة أساسية لبناء بيئة تعليمية شاملة تضمن حق جميع الأطفال في التعليم، بما في ذلك ذوو الإعاقة، من خلال تعزيز قدرات المدارس على توفير فرص تعليم عادلة ومتوازنة. وأشادت بدور الجامعات الشريكة، مثل جامعتي بولونيا وماشيراتا، في تصميم البرنامج التدريبي وتقديم خبرات دولية أسهمت في تطوير مهارات الطلبة وتزويدهم بأدوات عملية قابلة للتطبيق داخل المدارس.
وأوضحت مديرة معهد الطفل أن المشروع حقق إنجازات ملموسة خلال السنوات الماضية، شملت إطلاق منصة تربوية إلكترونية، وتدريب معلمي مدارس القدس وضواحيها، وتنفيذ مخيمات صيفية وشتوية وبرامج دعم تربوي ونفسي، إلى جانب تنظيم أنشطة إرشادية للأهالي والطلبة. كما يتضمن المشروع أبحاثًا تربوية ينفذها طلبة الدكتوراة بإشراف أكاديمي محلي ودولي، مع التأكيد على استمرار العمل لتوسيع أثر المشروع وخدمة الأطفال في القدس والمجتمع الفلسطيني.
وعبّرت عن شكرها وامتنانها لإدارة الجامعة ونواب الرئيس وكل المساندين لمعهد الطفل، كما قدمت شكرها لطاقم المعهد (زينب غوانمة، شيماء نوفل، نور صندوقة، عبير الهدمي، مها حباس، مريم طهبوب)، والمتطوعين العاملين والمشاركين في هذا المشروع، والمدربين وهم الدكتور سعيد عوض، والدكتورة نداء ازحيمان، والدكتورة سمر عوينة، لما قدموه من تدريب أكاديمي وميداني، ومتابعة دقيقة لمشاريع الطلبة في المدارس. كما شكرت الطلبة المشاركين على التزامهم خلال فترة التدريب.
وعبّر مدير المشاريع في مؤسسة إيديوكيد الإيطالية أ. أحمد عودة عن سعادته بإنجاز طلبة كلية التربية المشاركين في تدريبات التعليم الجامع ضمن مشروع «تعزيز وصمود التعليم في القدس»، مؤكدًا أن المشروع يعكس التزامًا مشتركًا بترسيخ ثقافة التعليم الجامع وتعزيز ممارساته. وأشاد بالتعاون البنّاء مع جامعة القدس ومعهد الطفل بوصفهما شريكين أكاديميين موثوقين، وبالعلاقة الاستراتيجية التي تشكّل نموذجًا فاعلًا للارتقاء بالتعليم ودعم البحث العلمي والتبادل الأكاديمي، مثمنًا جهود المدربين والمشرفين والشركاء في توفير بيئة تعليمية محفزة، كما أكد دور مؤسسة اديوكيد في تمكين جميع الطلبة، خاصة ذوي الإعاقة وصعوبات التعلم، من الوصول إلى تعليم عادل ونوعي يضمن فرص التعلم والنجاح.
وأشار الدكتور سعيد عوض خلال كلمته إلى أهمية التدريب في إعداد الطلبة والمعلمين والتربويين، موضحًا أن البرنامج التدريبي اعتمد على مجالات النمو الأساسية، بما يشمل تنمية المهارات الاستقلالية واللغوية والحركية والأكاديمية، لضمان بناء قدرات متكاملة تسهم في تطوير المتعلم بصورة شمولية.
واستعرضت الدكتورة سمر عوينة منهجية المتابعة التي اعتمدت على الزيارات الميدانية والملاحظات الصفية والتغذية الراجعة الفورية، مقدمة شكرها للمدربين والطلبة وللدكتورة بعاد الخالص مديرة المشروع.
وقدّم الطالب محمود شاهين كلمة أعرب فيها عن تقدير الطلبة لأهمية التدريب ودوره في تمكينهم من تطبيق استراتيجيات التعليم الجامع داخل المدارس، مؤكدًا تطلعهم إلى المزيد من فرص التدريب العملي التي تعزز مهاراتهم المهنية. فيما عرضت الطالبة داليا مصاروة مجموعة من الأفلام القصيرة التي وثّقت الأنشطة التي نفذتها في المدارس، والتي ركزت على دعم تعلم الطلبة ومساندتهم وتعزيز حقوقهم التعليمية.
وفي ختام الحفل، قام معهد الطفل ومؤسسة إيديوكيد والزملاء المدربين بتوزيع الشهادات على الطلبة المشاركين والمدربين، مؤكدين أن هذا الإنجاز يمثل خطوة جديدة نحو بناء جيل تربوي مؤهل قادر على تعزيز ممارسات التعليم الجامع، ودعم حق كل طفل في التعليم ضمن بيئة تضمن له النمو والتطور والعدالة التعليمية.
يشار إلى أن معهد الطفل يسعى ليكون مرجعًا تربويًا متخصّصًا للمعلمين والمعلمات، وللأطفال منذ الولادة حتى 12 عامًا، وللفتية والفتيات والأسر والمؤسسات، من خلال ما يقدمه من خدمات تربوية واجتماعية ودعم نفسي، وبرامج للتمكين المهني والتربوي، إضافة إلى دوره في خلق حلقات وصل فاعلة مع المجتمع الفلسطيني. وهو يحتضن عددًا من المرافق المتخصصة، من بينها عيادة السمع والنطق، واستوديو المحاكاة، والمكتبة التربوية التي تُسهم في توفير بيئة تعليمية وتدريبية حديثة للطلبة والمعلمين والعاملين في المجال التربوي، كما يتطلّع المعهد إلى توسيع مشاريعه لتصل إلى مختلف المناطق الفلسطينية، وتعزيز شراكاته المستمرة مع مؤسسة “إيديوكيد” الإيطالية ومؤسسات الطفولة والمؤسسات المحلية والعربية والدولية، بما يخدم رسالة المعهد وأهدافه في تمكين الأطفال ودعم المجتمع.




































































