نظم مركز دراسات القدس – جامعة القدس محاضرة وجولة ميدانية بعنوان “العمارة النسوية في البلدة القديمة – القدس”، بهدف استكشاف الدور التاريخي للنساء وإبراز مساهماتهن في تشكيل وتطوير الفضاءات المعمارية والمشهد العمراني في المدينة المقدسة.
وانطلقت الفعالية من مقر المركز في خان الأمير تنكز الناصري، حيث افتتحها مدير المركز د. يوسف النتشة بكلمة ترحيبية، استعرض خلالها دور جامعة القدس في البلدة القديمة ومؤسساتها المختلفة، مع التركيز على رسالة مركز دراسات القدس في خدمة المجتمع المحلي وصون التراث العمراني.
كما قدّم شرحًا معمقًا حول مجمع الأمير تنكز الناصري، الذي يضم حمامات وخانًا ومدرسة ورباطًا خُصص لمساندة النساء اللواتي يمررن بظروف اجتماعية صعبة، كالانفصال أو فقدان الزوج، مبرزًا القيم الاجتماعية والمعمارية الكامنة في هذا الصرح التاريخي.
وأوضح الدكتور النتشة أن الهدف من هذه الجولة هو “إعادة قراءة المدينة من منظور نسوي تاريخي يعيد الاعتبار لدور النساء في صياغة المشهد الاجتماعي والمعماري للقدس عبر الحقب المملوكية والعثمانية والإفرنجية والبيزنطية، وهو دور طالما همّشته السرديات التقليدية”.
وانطلقت الجولة عبر أحياء البلدة القديمة وسط أجواء تفاعلية، متتبعةً بصمات النساء اللواتي أسهمن في تشكيل ملامح المدينة المعمارية.
وشملت الجولة محطات بارزة منها: العمارة الخاصة بخاصكي سلطان زوجة السلطان سليمان القانوني، وقصر الأميرة الست طنشق المظفرية، وإسهامات الملكة ميلسندا في أسواق القدس، وصولًا إلى كنيسة القيامة حيث تُنسب للقديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، أعمال التشييد الأولى للمكان.
وشارك في الفعالية عدد من المهتمين والمهتمات بمجالات التاريخ والتراث والعمارة، إلى جانب دبلوماسيين من قنصليات ومؤسسات أجنبية، وباحثين ومرشدين سياحيين، فضلًا عن عدد من سكان المدينة القديمة.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والمعرفية التي ينظمها مركز دراسات القدس في إطار جهوده لتعزيز الوعي بتاريخ المدينة وتراثها المتنوع، وتسليط الضوء على المساهمات التي حافظت على استمرارية الحياة في القدس رغم التحديات المختلفة.