نظمت جامعة القدس محاضرة علمية بعنوان “الشراكة المؤسساتية بين جامعة القدس وإدارة شرطة السياحة والآثار: قصة نجاح” بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار، ضمن جهود تعزيز التعاون الأكاديمي والأمني في حماية التراث الثقافي الفلسطيني.
وشارك في المحاضرة كلّ من مدير إدارة شرطة السياحة والآثار العميد عبد الحكيم أبو الرب، ومدير المعهد العالي للآثار في جامعة القدس الأستاذ الدكتور صلاح الهودلية، بحضور نائب مدير الإدارة العميد محمد طقاطقة، وعدد من أساتذة المعهد العالي للآثار، وطلبة برامج البكالوريوس والماجستير في تخصصات الصيانة والترميم والآثار.
واستعرض العميد عبد الحكيم أبو الرب خلال مداخلته الدور المركزي الذي تضطلع به شرطة السياحة والآثار في حماية الموروث الحضاري الفلسطيني، ومكافحة جرائم سرقة وتهريب الآثار، إلى جانب مساهمتها في الحفاظ على البيئة الطبيعية الفلسطينية بمكوناتها الحيوانية والنباتية. كما أشار إلى أهمية صون التراث الثقافي في بيئته الأصلية، لما يمثله من ركيزة أساسية في بناء سردية فلسطينية علمية قادرة على مواجهة محاولات طمس الهوية التاريخية.
وبين العميد أبو الرب أبرز إنجازات التعاون بين مديرية شرطة السياحة والآثار وجامعة القدس منذ توقيع مذكرة التفاهم عام 2017، والتي شملت تنظيم ورشات تدريبية متخصصة لضباط شرطة السياحة والآثار، وتقييم المواد الأثرية المضبوطة، وتنفيذ آلاف الجولات الميدانية المشتركة للمواقع الأثرية، إلى جانب نشر أبحاث علمية مشتركة في مجلات دولية محكّمة، مؤكدًا على أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا وطنيًا ناجحًا للتكامل بين المؤسسات الأمنية والأكاديمية.
من جهته، قدّم الأستاذ الدكتور صلاح الهودلية عرضًا لنتائج العمل المشترك بين الجامعة وشرطة السياحة والآثار خلال العام الأول من الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية (منذ أكتوبر 2023)، موضحًا أنه تم زيارة وتوثيق 440 موقع أثري في مختلف محافظات الضفة الغربية لرصد تأثيرات الحرب على التراث الثقافي الفلسطيني.
وبيّن الهودلية أن فرق العمل الميداني المكونة من شرطة السياحة والآثار وطلبة المعهد العالي للآثار عملت بانسجام وتكامل، مما ساهم في تجاوز العديد من التحديات الميدانية، وأشار إلى أن نتائج هذه الجهود تمخّضت عن نشر أربعة أبحاث علمية مشتركة في مجلات دولية متخصصة.
وفي ختام المحاضرة، شهدت الجلسة نقاشًا علميًا تفاعليًا بين المشاركين والطلبة، طُرحت خلاله أفكار ومقترحات جديدة لتعزيز حماية الموروث الحضاري المادي الفلسطيني، بما يعكس الوعي المتنامي بأهمية الشراكة الوطنية في صون التراث والهوية الثقافية.
