عقدت جمعيّة المرفأ للإرشاد النفسي والاجتماعي وبالتعاون مع دائرة الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس، لقاءً توعويًا بعنوان “محطات ميدانية توعوية وتثقيفية تهدف لتعزيز الهوية الذاتية، والوعي المجتمعي، وتنمية المهارات الشخصية للطلبة”، وذلك في مدرسة الفاروق عمر في كفر عقب بمشاركة عدد من المختصين وممثلي المؤسسات والمدارس في ضواحي القدس ضمن مبادرة “كن أنت”.
واستُهل اللقاء بكلمة ترحيبيّة للطالبة ملك أبو صبيح، تلتها قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم كلمة مديرة مدرسة الفاروق الأستاذة غادة بشيتي، التي بدورها رحّبت بالضيوف وأكدت على أهميّة الشراكة المجتمعيّة في تعزيز قيم التعليم والانتماء، ودعم الطلبة في مسيرتهم التعليميّة والتربويّة، كما أثنت على جهود جمعيّة المرفأ وجامعة القدس في تقديم الدعم الوقائي والنمائي والعلاجي للطلبة.
في حين تحدثت الدكتورة وفاء الخطيب رئيسة دائرة الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس، مثمنةً دور هذه الشراكات الفاعلة في تطوير قدرات طلبة الخدمة الاجتماعية، ومشددةً على أن هذا الدور محوري في بناء الإنسان وتعزيز الشخصيّة التي تستند إلى البعد الإنساني، كما حثّت إدارة المدرسة وجمعيّة المرفأ على مواصلة العمل لبناء وصقل الشخصيّة الطموحة لدى الطلبة، مؤكدةً على أهميّة ربط الجانب النظري بالجانب العملي في المسيرة التعليميّة، وأشادت د. الخطيب بمبادرة “كن أنت” معتبرةً إياها مبادرة رائدة في تعزيز الهويّة الذاتيّة، قائلة إنها “مبادرة رائعة تعزز اعتزاز الإنسان بذاته، وتدعم ثقته بنفسه، بظروفه، بعلمه، بعاداته وأخلاقه”، كما تناولت في حديثها أثر الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني لا سيما فيما يخص الاحتلال في تشكيل شخصية الطلبة، لافتةً إلى أن ما يعيشه الشباب الفلسطيني ينعكس على نضجهم الوطني والإنساني.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أهميّة أن يمتلك هذا الجيل فكرًا وشخصيّة مستقلة، وأن يصل الى مستوى مرموق من العلم والأخلاق، مقدّمةً شكرها للطلبة والمؤسسات الداعمة والمنظمة لهذا اللقاء.
في حين ألقى د. موسى نجيب مدير جمعية المرفأ للإرشاد النفسي والاجتماعي كلمة أكد فيها على أهمية التدريب الميداني ودور مؤسسات العمل المجتمعي في بناء وصقل شخصيّة طلاب الخدمة الاجتماعية واكسابهم المهارات اللازمة لبناء الاخصائي الاجتماعي حيث أكد في حديثه عن وجود فجوة بين الإطار النظري والعملي وأن التدريب الميداني يقوم بتقليص هذه الفجوة.
كما تحدث د . موسى نجيب عن الأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي في بناء المجتمعات، وتحدث عن تتبع جمعيّة المرفأ المنهج الشمولي بتدريب الطلاب ليصبحوا قادرين على العمل مع كل فئات المجتمع واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية التدريب الميداني كجسر بين المعرفة النظريّة والتطبيق العملي.
كما قدمت الطالبة أحلام شقيرات شرحًا حول أهداف مبادرة “كن أنت”، وتبعتها الطالبة غزل من الصف السابع بقصيدة شعريّة تحمل عنوان المبادرة، عبّرت من خلالها عن معاني الهويّة والكرامة الشخصيّة.
وفي ذات السياق شارك الرائد عنان حسنين من الشرطة المجتمعيّة – شرطة ضواحي القدس – بمداخلة توعويّة حول الابتزاز الإلكتروني، تناول خلالها الفئات المستهدفة وآلياّت التعامل مع هذه القضايا، وأهم القوانين الفلسطينيّة المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، مقدمًا نصائح وإرشادات للحضور وللطالبات حول كيفيّة حمايّة أنفسهم من الاستغلال الرقمي.
وتبع ذلك عرض مسرحي لطالبات مدرسة الفاروق عمر بعنوان “كلمة تجرح… وكلمة تداوي”، يجسد ظاهرة التنمر المدرسي، وما ينتج عنه من آثار نفسية واجتماعية، تلتها مداخلات مشرفي التدريب الميداني التي تسلط الضوء على الأثر المهني والتربوي للمبادرة.
فيما بعد قدمت الطالبة نورسين من الصف الثامن مداخلة حول أهميّة المحطات التوعويّة، وتلتها جولة تفاعليّة في محطات شملت مواضيع متعددة مثل التنمر، العنف، الأمان الإلكتروني، المراهقة، والابتزاز الرقمي، احتوت على محتوى توعوي تفاعلي للمشاركين.
واختُتم اللقاء بتكريم جمعيّة المرفأ رئيسة دائرة الخدمة الاجتماعيّة / جامعة القدس د.وفاء الخطيب والمؤسسات المشاركة والطلبة، تقديرًا لجهودهم في إنجاح المبادرة ودورهم الفاعل في نشر الوعي داخل المجتمع المدرسي وخارجه، وكرمت د. الخطيب بدورها جمعيّة المرفأ ومدرسة الفاروق عمر على جهودهم في إنجاح تدريب طالبات الخدمة الاجتماعيّة/ جامعة القدس.