القدس | في إنجاز علمي جديد لجامعة القدس، اختارت مؤخرا مجلة Lancet الطبية د. محمد حرزالله، مؤسس ومدير المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب في جامعة القدس، ليكون ضمن فريق علمي من ثلاثين عالم حول العالم يشتركون في اعداد تقرير شامل يتعلق بإعادة تعريف وهيكلة الاحتياجات العالمية للصحة العقلية والنفسية.
وأوضح د. حرز الله، الوحيد من منطقة الشرق الاوسط الذي يتم انتدابه لهذه المهمة العلمية، أن اختياره ضمن هذه المجموعة من الخبراء البارزين عالميا قد تم في ضوء تميز الأبحاث العلمية التي يجريها والتي لها إسهامات كبير في المعرفة الانسانية، مشيرا الى ان مشاركته في كتابة هذا التقرير تفتح آفاقا عديدة فيما يخص الصحة العقلية والنفسية في فلسطين، الامر الذي يجعل من جامعة القدس مركزاً إقليمياً للأبحاث في هذا الحقل الطبي، خصوصا أبحاث المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب في جامعة القدس.
واضاف قائلا: "نقوم حالياً، وبالتعاون مع إدارة الجامعة، بتصميم مجموعة من النظم لتدعيم مستوى الصحة العقلية والنفسية لدى طلاب الجامعة، بحيث تكون جامعة القدس رائدة في هذا المجال على المستويين الوطني والإقليمي."
وبين د. حرز الله أن مشاركته في إصدار هذا التقرير تمهد الطريق امام اقامة شراكات جديدة في مجال الصحة العقلية والنفسية مع المؤسسات الدولية ذات الصلة كمنظمة الصحة العالمية والمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، إضافة للتعاون في اجراء دراسات مستقبلية مع علماء بارزين من جامعات عريقة بما فيها جامعة هارفارد الأمريكية وجامعة تورنتو الكندية.
ويدعو التقرير الذي نشرته مجلةLancet إلى تجديد شامل في اعتماد الصحة العقلية والنفسية كركن أساسي من أركان الصحة وأهمية الصحة العقلية والنفسية وكحق أساسي من حقوق الإنسان.
وهو يركز على الأهمية البالغة لتحسين الصحة العقلية والنفسية في تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي، كما ويبرز آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في مجال الصحة العقلية والنفسية وأهمية مواكبة هذه التطورات من قبل صناع القرار حول العالم
.
وتركَّزَ دور د. حرزالله، اضافة لمشاركتة في كتابة الأجزاء المختلفة من التقرير، على تحديث ما توصلت إليه آخر أبحاث الدماغ والأعصاب فيما يخص الصحة العقلية والنفسية وتطوير أساليب محوسبة للتعامل مع البيانات الناتجة عن الأبحاث العلمية.
وفي هذا الصدد، يشيد الدكتور حرز الله بدور جامعة القدس في تحقيق هذا الانجاز، حيث يصف الجامعة بانها بيته ومختبره وقاعدة انطلاقه، فيها درس الطب، وباسمها وتحت مظلتها انشأ المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب بمشاركة من زملائه، مضيفا ان من أهم ما يميز جامعة القدس هو أنها "توفر بيئة مواتية للحرية الفكرية الواسعة الأفق امام الطلاب والباحثين كي يبدعوا ويتميزوا".
ويقوم د. محمد حرزالله من خلال المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب في جامعة القدس بإجراء العديد من الأبحاث حول الأسس العصبية للأمراض العقلية والنفسية في فلسطين وذلك لتطوير وتيسير عملية تشخيص هذه الأمراض.
ومنذ تأسيس د. حرز الله لهذه المبادرة عام 2009، قامت بتدريب ما مجموعه مئة وخمسين طالب وطالبة من جامعة القدس، وتمكنت من ابتعاث أربعين كي يتلقوا دورات تدريبية في أبحاث الأعصاب في جامعات عريقة في الولايات المتحدة وأوروبا. كما قامت المبادرة بتخصيص ما لا يقل عن مليوني دولار أمريكي لدعم أبحاث الأعصاب وتدريب الطلاب في جامعة القدس.
وتضم المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب في جامعة القدس تحت مظلتها ست وحدات بحثية تركز في دراساتها وابحاثها على علوم الأعصاب الإدراكية وعلوم الاعصاب الوراثية وعلوم الأعصاب الجزيئية وعلوم الأعصاب التطورية وعلوم الأعصاب المحوسبة وعلوم وظائف الأعصاب. كما انها قد نشرت ما لا يقل عن 20 دراسة في مجلات علمية عالمية محكمة.
ويهدف د. حرز الله من خلال المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب في جامعة القدس إلى تأسيس مركز قوة لعلوم الأعصاب في فلسطين، وتدريب الجيل القادم من الباحثين الفلسطينيين والعاملين في المجال الصحي وايجاد مؤسسات بحثية متنوعة تحتضن الفلسطينيين وغيرهم من الباحثين في مجال علوم الأعصاب لمتابعة دراساتهم وتقدمهم المهني.
يذكر أن عالم الأعصاب الدكتور محمد حرز الله هو مؤسس ومدير المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب في جامعة القدس. وقد حصل على درجة دكتور في الطب من جامعة القدس عام 2009، ودرجة الدكتوراة في العلوم السلوكية والعصبية من جامعة روتقرز في الولايات المتحدة عام 2015. وتتركز أعماله البحثية حول الارتباطات العصبية والفسيولوجية والجزئية والمحوسبية للأنظمة الإدراكية المتعلقة بالاقدام والاحجام في التعلم المستند على التغذية الراجعة لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية .وقد حصل على عدة جوائز في مجال علم الأعصاب كواحد من ابرز الباحثين في هذا المجال، وله العديد الأوراق العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة عالمياً.