الهيئة الاكاديمية والموظفين

حصول أ. محمد بنات من دائرة اللغة العربية على درجة الدكتوارة في الأدب الأندلسي من جامعة مالقة الاسبانية

عدد المشاهدات: 348

القدس – ناقش أ. محمد يوسف إبراهيم بنات أطروحته للدكتوراه في جامعة مالقة بإسبانيا بكليَّة الآداب بعنوان "كتاب التنبيه على المغالطة والتمويه لمحمد بن كثير المخزومي )ت 474هـ/1082( دراسة وتحقيق". بإِشراف الأستاذ الدكتور نيقولاس روزير نبوت.

تناولت الأطروحة التي استمر فيها العمل مدة ثلاث سنوات "كتاب التنبيه على المغالطة والتمويه" وهو مخطوط لغوي من الطراز الأول، يكشف لنا عن قدرة الشارح الأندلسي على تذوق الأشعار وتحليلها، والوقوف على ما فيها من قيم جمالية، وإصدار الأحكام النقدية عليها، وما من شك في أنَّ هذا الكتاب يعد تأصيلاً لفكرة النقد الدلالي في الأندلس في القرن الخامس الهجري.

عالجت الأطروحة تسعة وسبعين قضية تناولها المؤلف في كتابه، وهي تتناول بشكل رئيسي جملة من القضايا اللغوية والنحوية والصرفية والنقدية التي برع صاحب الكتاب في طرحها ومعالجتها، ومجمل هذه القضايا يتمحور حول فهم معاني ألفاظ الشعر الجاهلي، إذ ركز المؤلف اهتمامه على ثلاثة من الشعراء: امرؤ القيس، وزهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، إضافة إلى بعض القضايا التي كانت تطرح في المجالس الأدبية التي كان يعقدها العلماء الأندلسيون في شاطبة، ودانية، ومالقة، وقلسانة.  

 

وبما أنَّ فكرة الكتاب تقوم على الخصومة الأدبية بين أديبين من أبناء الأندلس إذ جرد كل واحد منهما أسلحته للنيل من الآخر، فقد رصد مؤلف الكتاب الأخطاء التي وقع فيها خصمه الأديب أبو المطرف عبد الرحمن بن خلف الشاطبي وأخرجها لنا في هذا الكتاب لتكون شاهداً ودليلاً على خطئه. وقد دارت تلك المعركة الأدبية والنقدية بين الأديبين في شاطبة إحدى مدن شرق الأندلس، وقد سجلت الأطروحة أبرز مظاهر الحركة الفكرية في الأندلس في القرن الخامس الهجري، وتناولت أمثلة لأشهر الخصومات الأدبية التي كانت قائمة بين الأدباء في العصر الأندلسي.

 

وقد كشفت الأطروحة عن جانب مهم من جوانب الحياة الثقافية في مدينة شاطبة من خلال الحديث عن المجالس الأدبية التي كانت تعقد في رحاب مساجدها وأحيائها ودكاكين الوراقين، وبينت طبيعة المواضيع التي كانت تطرح على بساط البحث والمناقشة بين جلة علمائها. وقد أماطت الأطروحة اللثام عن تراجم لعدد من الأعلام الأندلسيين بالإضافة إلى نصوص شعرية وأخرى نثرية جديدة تم الكشف عنها خلال مرحلة البحث والدراسة، ويأتي الكشف عن هذه النصوص كدليل على إثبات حقيقة ضخامة التراث الأندلسي الذي تعرض للطمس والتشويه والضياع والإحراق. وفي غمرة البحث والتقصي عثرنا على وثيقة تاريخية تعد أقدم الوثائق التاريخية التي تؤرخ لأحداث مهمة لمعركة كتندة 514هـ/1120. والتي لم تتناولها أقلام المؤرخين والباحثين بالدراسة.

واجتاز أ. محمد مناقشة أطروحته التي كانت باللغة الإسبانية بنجاح، وأوصت اللجنة منحه درجة الدكتوراه في الأدب الأندلسي بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى“cum laude por unanimidad” بإجماع جميع أعضاء اللجنة. كما أوصت اللجنة بضرورة نشر الدراسة بعدة لغات في كتاب.  

وتقدم أ. محمد بنات بخالص الشكر والعرفان لرئاسة الجامعة وإدارتها، ولمشرف الأطروحة الأستاذ الدكتور نيقولاس روزير نبوت .

 

شارك المقال عبر:

تكريم د . محمد عمارنه استاذ القانون الخاص في جامعة القدس من قبل مفوض السياسي والوطني لمحافظة القدس
بحث للأستاذ فؤاد كردي من معهد التنمية المستدامة

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University