وقّعت جامعة القدس وحراسة الأراضي المقدسة اتفاقية شراكة استراتيجية لإدارة مركز دار القنصل المجتمعي والسياحي، وذلك في حرم الجامعة بأبو ديس، بحضور رسمي من الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة).
ووقّع الاتفاقية المستشار العام لجامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك، والمدير الأعلى لدار القنصل في حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس،بمشاركة رسمية من رئيس التعاون في مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي أ. ماريو فارينتي، وممثل موئل الأمم المتحدة أ. أمجد كنعان الطويل، إيذاناً بمرحلة تكميلية من العمل المشترك في مجال التنمية المجتمعية والسياحية في قلب القدس القديمة.
وجاءت هذه الشراكة تتويجاً لمسار طويل امتد لأكثر من أحد عشر عاماً من التمويل الأوروبي، والمتابعة الفنية من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ضمن أربعة مشاريع متكاملة تشمل النهوض بمجمع دار القنصل. وقد تضمن هذا العمل ترميم 1200 متر مربع من المركز المجتمعي، وتجديد 40 شقة سكنية، وتهيئة خمسة فضاءات مجتمعية داخل المجمع ذاته، إضافة إلى التأثيث والتجهيز وتطوير القدرات والتفعيل الأساسي للأنشطة والبرامج.
و أكّد أ.د. عماد أبو كشك أن دخول جامعة القدس كشريك استراتيجي في إدارة دار القنصل يأتي امتداداً لدورها الطبيعي في دعم المجتمع المقدسي، مضيفاً: “ستسهم الجامعة من خلال كلياتها ومراكزها وطلبتها وأكاديمييها وإدارييها في تنفيذ برامج وأنشطة ومشاريع نوعية، خصوصاً في القدس القديمة، بما يعزز الخدمات والدراسات والمنتجات المقدسية انسجاماً مع الرؤية الفلسطينية العليا”.
وقال أ. أمجد الطويل، مدير مشروع “قدسي” وممثل موئل الأمم المتحدة: “نحصد اليوم كشركاء عمل 11 عاماً من التشبيك المحلي والدولي للنهوض بالقدس القديمة. لقد ركّزنا على الحجر والبشر معاً للحفاظ على الهوية الفلسطينية، ليس فقط عبر التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي، بل أيضاً من خلال مساهمة نوعية من الحراسة، واليوم باستثمار مميز من جامعة القدس، بما يفتح الباب لتوسيع هذه الشراكة المتينة بكافة أدواتها ومخرجاتها الفنية للانطلاق نحو شركاء جدد”.
وتضمنت الاتفاقية الجديدة جملة من البنود الأساسية التي ترسم مستقبل مركز دار القنصل، أبرزها تشكيل نواة مجلس إدارة مجتمعي ولجنة فنية مشتركة قابلة للتوسع لشركاء جدد، مع حضور الاتحاد الأوروبي وموئل الأمم المتحدة بصفة مراقبين، وإرساء خطة عمل مستدامة تقوم على المدى المتوسط بتمويل ذاتي لثلاثة مسارات رئيسية تشمل تأجير ممنهج للقاعات والخدمات، وتوسعة وتشغيل المتحف الرقمي ومنتجات الواقع الممتد، وتطوير برامج التعليم الترفيهي الرقمية والفيزيائية.
كما أوردت الاتفاقية تدريب واستقطاب طاقم موسّع لإدارة المركز، بما في ذلك تعيين مدير متخصص، وتعزيز السياحة الداخلية والخارجية ضمن برامج مهنية موجّهة، وتمويل ثنائي وأساسي مشترك لدعم صندوق دار القنصل وتطويره.
وخلال كلمته، عبّر الأب إبراهيم فلتس عن امتنانه للشركاء كافة، قائلاً: “نشكر كل فرق العمل الهندسية والاقتصادية والمجتمعية والإدارية التي أوصلت دار القنصل إلى هذه المرحلة. الأهم الآن هو تهيئة مستقبل مشرق للمكان عبر تنفيذ الخطة العملية والمتكاملة،التي لا تضمن فقط التغطية المالية الذاتية، بل تقدم برامج وأنشطة مميزة قادرة على النهوض بدار القنصل كصرح مجتمعي وسياحي رائد”.
أما ماريو فارينتي، فقد ركّز في كلمته على أهمية تعزيز روح التطوّع وتطوير البرامج المستدامة داخل الدار، مؤكداً “إن الالتزام بمسارات خطة العمل الثلاثة يشكل رؤية مشرقة تلبي احتياجات وتطلعات مختلف فئات المجتمع الفلسطيني في القدس. نرى في دار القنصل نموذجاً يُحتذى به لإحياء العمل المجتمعي وتمكين الإنسان”.
وتأتي هذه الشراكة انسجامًا مع رؤية جامعة القدس في توسيع شراكاتها الأكاديمية والمجتمعية والتنموية، بما يعزز دورها في خدمة المدينة المقدسة، كما تمثل خطوة عملية نحو دعم مشاريع مستدامة تسهم في إعادة إحياء الدور الثقافي والسياحي والمجتمعي للقدس القديمة، من خلال تكامل المعرفة الأكاديمية مع متطلبات التنمية، وبالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.


















































