الهيئة الاكاديمية والموظفين

د. أبو الحاج : يجب ملاحقة اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية بشأن الاسرى

عدد المشاهدات: 97

الاسيرة المحررة سيما عنبص تروي محطات من تجربتها النضالية والاعتقالية

القدس – استشهاد الاسير ميسرة أبو حمدية والمخاطر الحقيقية التي تتهدد حياة الاسير المضرب عن الطعام منذ شهور سامر العيساوي وعدد من الاسرى المضربين عن الطعام والاسرى المرضى والقاصرين وكبار السن وهذه الهبة الجماهيرية في الوطن والشتات لنصرة الاسرى وضعت قضيتهم امام مفترق طرق حاسم .

 فهذه القضية تفرض نفسها بقوة على جدول الاعمال الوطني سواء للسلطة رئاسة وحكومة او فصائل وطنية ، وقد حان الوقت ان تفرض نفسها على جدول أعمال الامتان العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأسره بعد أن بات واضحاً أن اسرائيل تمعن في انتهاكاتها الجسيمة ضد شعبنا وأسراه ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية .

ولا يعقل أن يكون هناك حديثاً عن مفاوضات سلام أو أي حل دون حسم قضية الاسرى ، وتجنيبهم كل ما يتهدد وجودهم وضمان اطلاق سراحهم ، وهي الرسالة الواضحة التي يوجهها شعبنا بهبته الى كل القيادات والى المجتمع الدولي.

  التجربة الاعتقالية للاسيرة المحررة سيما عنبص

النشأة

الأسيرة المحررة سيما عاهد حسن عنبص ولدت في مخيم مدينة طولكرم عام 1972 كان والدها من مدينة سيدنا علي وهي الان تسمى ب هرتسيليا وقد هجر منها هو وعائلته كباقي المهجرين الذين سلبت منهم بيوتهم وأراضيهم وحياتهم وكل ما يملكون من متاع الحياة من قبل الاحتلال الصهيوني الغاصب   ، اتى عاهد عنبص الى مدينة طولكرم مع المهجرين ليقطن في المخيم ليكمل بقية السيناريو المغموس بالدم والمشوه بحكم الاحتلال ، تزوج عاهد عنبص من مدينة طولكرم واجنب ثماني اولاد خمسة ابناء وثلاث بنات وقد كان لديه حلم ان يراهم في أحسن حال وأن لا يروا العذاب والتشتت والغربة التي أذاقها الاحتلال لوالدهم فكان يرسم في مخيلته سفينة الحرية وشراع النجاة امامهم مهما كلفه الامر ولكن رغم اوضاعه المادية المأساوية جدا لم يترك عمل الا ولجأ اليه ليكن عونا لابنائه وقد ذاق امر العذاب والمشقة في حياته وكانت كل تلك الاحداث تؤثر بنفسية سيما التي كانت ترفض وبشكل قاطع امور الغصب والقوة التي تفرضها قوات الاحتلال.

كبرت وترعرعت سيما في مخيم طولكرم وبدأت دراستها الأبتدائية والأعدادية في مدارس وكالة الغوث فكانت نشيطة من الدرجة الاولى في كافة النشاطات المدرسية وكانت تحب أن تقوم  بالمساعدة لإي كان ، بدأت في حينها الانتفاضة الأولى وقد اصبحت سيما في المرحلة الثانوية للدراسة فكان كل همها هي ومن معها دحر الاحتلال من فلسطين رغم أنها كانت نشيطة ايضا في دراستها ولم تهمل أي شيئ يرتبط في مستقبلها ولم تهمش واجبها تجاه والدها الذي كان لها الصديق قبل الاخ والاب فكان حلمه يراها ابنته في طريق العلم والتحدي.

المشاركة بالفعاليات الوطنية

كانت تخرج من المدرسة وتشارك في المسيرات والتصدي للاحتلال وتعود للبيت وكأنه لم يكن هناك شيئ كانت ترى القرب الناس اليها يموتون بدم بارد وتهدم بيوتهم الاعتقالات المتواصلة لهم .وقد كانت اول حادثة في حيات سيما هي إستشهاد ابن خالتها اياد عبد الرازق الذي كان لم يتجاوز الثمانية عشر عام وبعدها بمدة بسيطة هو اعتقل شقيقها احمد وبقيت على هذا الحال في الدراسة والإنتفاضة الا ان انهت المرحلة الثانوية  والتحقت بعدها بجامعة النجاح الوطنية وأكملت طريقها في طريق العلم ومواصلة النضال في رفقة اخواتها في الجامعة وفي تلك الايام وتلك الفترة حوصرت الجامعة لمدة 4 ايام كانت سيما حينها لا تعرف معنى الخوف لإنها كانت تؤمن بأن القضية هي أسما واكبر مما يصادر احلامها وبعد انهائها للجامعة ارتبطت سيما بالشاب ابراهيم عارف النعنيش وانجبت منه ثلاث بنات وولد كانت هذه الفترة من الفترات السعيدة والجميلة بحياتها ولم يكن في مخيلتها ان هذه السعادة زائلة وسوف تصادر منها كباقي الاحلام .

بداية لمأساتها

في العام 2000  كانت بداية المأساة وكانت هناك أحداث مؤلمة وهي الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصى فكانت اشارات القدر الى سيما بأن تتهيئ وتتحضر لما هو آت ,لقد كان القدر يتحضر لسيناريو مؤلم بحق والذي سوف يغير حياة نوعلى الرغم ان المآسي قد بكل عائلة لكن كانت هذه المأساة لدى سيما كبيرة جدا حيث وفي تاريخ 6\9\2001 والذي كان من المفروض التحضر لحفل زفاف شقيقتها غدير شاءت الاقدار ان يتحول زفاف غدير الى مأتم وفاجعة كبيرة باستشهاد شقيقها مصطفى حيث طالته يد الغدر الصهيوني بقصفه وهو في طريقه مع القائد البطل رائد الكرمي الى الاشتباكات التي كانت في ذلك الوقت قائمة في مدخل نور شمس حيث تم قصف السيارة التي كانوا يستقلونها هو ورائد وتم استشهاد مصطفى وكانت الصدمة الكبرى عند معرفتهم بالخبر وبعد استشهاد مصطفى بما يقارب العام وتحديدا بتاريخ 28\10\2002 دخلت قوات اسرائيلية الى المخيم وتمت محاصرته في وقت انتهاء دوام طلبة المدارس والذين تم استهدافهم بشكل عشوائي حيث استقرت سبع رصاصات في صدر احمد عنبص وهو ابن عمها واستشهد على الفور وكان عمره لا يتجاوز الخامسة عشر عام وبعد هذه لاحداث انضم زوجها ابراهيم الى مجموعة كتائب شهداء الاقصى وخاض معهم الكثير من الجبهات ضد الاحتلال وأصبح مطلوب من الدرجة الاولى كما انه اصيب ثلاث مرات برصاص الاحتلال الا ان شاء القدر أن يختاره ويضمه الى قافلة الشهداء حيث كان هذا في تاريخ 28\10\2003 عندما دخلت قوات خاصة تابعة للاحتلال الصهيوني الى المخيم بهدف استهدافه حيث جرت مقاومة عنيفة بينهم وفي حينها اصاب ابراهيم اثنين من القوات الخاصة ولكن لم يصمد كثيرا وشاء القدر أن يزفه الى جنان الخلد مع إخوانه وأصدقائه الشهداء بعد ان اخترق جسده 77رصاصة.

فكانت الفاجعة الكبيرة لدى الزوجة والابناء والعائلة ان شريك حياتها وكل ما تملك في هذا الكون هو من اختاره القدر بلمح البصر ,وادى فقدان سيما لزوجها ان اضاف لها مسؤولية كبيرة حيث اكبر بنت لديها لم تكمل الخمس سنوات والاصغر لم يكمل عامه الاول .

اعتقال سيما وشقيقها

لم ينتهي السيناريو بعد لان القدر كان يهيئ لسيما ماهو أكبر وأفجع حيث يوم اربعين زوجها داهمت قوات كبيرة من الاحتلال بالمصفحات والمدرعات والجنود وبوحشية كبيرة البيت ودمرت كل مافيه وتم اعتقال شقيقها عبدالله والذي تم الحكم عليه ثلاثة عشر عاما ولازال حتى هذا اليوم قيد الاعتقال وبعد اعتقال عبدالله بشهرين داهمت قوات الاحتلال بذات الوحشية السابقة من اعتقال اخيها بيت سيما حيث اعتقال سيما وشقيقها محمد وكان ذلك في تاريخ 13\2\2004 وقد جرى اعتقالها بمنتهى الوحشية فلم تنسى سيما ما جرى تلك الليلة حيث كانت تحمل ابنها الرضيع في حضنها عندما اخذوه منها واعطوه لوالدتها وكانت تصرخ على ولدها الرضيع من شدة الخوف عليه وعندها تدخل والدها وحاول ابعادهم عنها وحمايتها ولكن دون جدوى فالاحتلال لايشعر ولا يستمع لاحد .

عند إعتقال سيما وجه والدها سؤال للضابط الاسرائيلي المسؤول عن اعتقالها اين سأذهب بأطفالها الذين يصرخون ويبكون وابنها الرضيع ومن سيتولى امرهم ورعايتهم بعد استشهاد والدهم واعتقال امهم ؟

فأجابه الضابط في احتقار ووحشية واستهزاء اذهب بهم الى الشؤون الاجتماعية ودار الايتام هم من يتكفلون بهم كما غيرهم .

وبعدها اقتادوا سيما الى مركز التوقيف في الجلمة للتحيق معها لمدة ستين يوم وبعدها تم نقلها الى سجن التلموند والتقت باخواتها الاسيرات وتقاسمت معهن الاحزان والفرح والعذاب من قبل ادارة السجون التي لاتعرف سوى لغة العنصرية ، حكمت سيما عامين ونصف ولم ترى عائلتها وابنائها في تلك الفترة سوى مرات معدودة بحكم المنع الامني وبعد قضاء محكوميتها حررت في تاريخ 2\7\2006 .

ولكن المأساة تكتمل بعدم تقبل ابنها الذي تركته رضيعا لها وتأقلمه معها الا بعد ما يقارب السبع شهور فكان يرفضها بكافة الاشكال ويخاف منها ، وهي الآن موظفة في وزارة شؤون الاسرى .

رسالة سيما الى زوجها ابراهيم (نم قرير العين سأبقى على ذكراك وأصون امانتك واحفظ اولادك واعلمهم كما كنت تحلم بأن يكونوا ، رسالتي الى القادة والشعب الحفاظ على المباديء والقيم التي رسمها شهدائنا واسرانا والبعد عن ما يكون سببا بتشتت الوحدة الفلسطينية والانقسام والعمل على تحرير الاسرى وهي اهم قضايانا .

شارك المقال عبر:

ندوة لمركز أبو جهاد احياء لذكرى يوم الارض
د. فهد أبو الحاج : استشهاد ابو حمدية يشكل انذاًر خطيراً على حياة الاسرى المرضى

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University