الهيئة الاكاديمية والموظفين

أطروحة دكتوراه د.بسام يوسف إبراهيم بنات تحظى باهتمام دور النشر

عدد المشاهدات: 366

أطروحة دكتوراه د.بسام يوسف إبراهيم بناتتحظى باهتمام دور النشر العالمية

وتقييم من أفضل الرسائل لعام 2010

alt

حظيت أطروحة الدكتوراه الموسومة "الاستشهاديون الفلسطينيون: حقائق وأرقام 2010"، د. بسام يوسف إبراهيم بنات، رئيس دائرة علم الاجتماع التطبيقي، كلية الآداب، بجامعة القدس باهتمام دور النشر العالمية، وقيمت من أفضل الرسائل لعام 2010، وتم نشرها في كتاب. 

يقع الكتاب في خمسمائة وسبع وعشرين صفحة من القطع المتوسط، ويتناول ظاهرة اجتماعية جديدة انتشرت في المجتمع الفلسطيني بمختلف فئاته وطبقاته الاجتماعية، وأثارت ردود فعل عارمة محلية وعالمية، وشكّلت نقطة تحول في تاريخ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ويعتبر الكتاب دراسة توثيقية لشخصية الاستشهاديين الفلسطينيين، والعمليات الاستشهادية، كجزء مهم في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، بحيث اشتمل على كافة المتغيرات الديمغرافية للاستشهاديين الفلسطينيين من حيث: الجنس، والفئة العمرية، والمؤهل العلمي، ومكان السكن، والمحافظة، والانتماء السياسي، ومدى التعرض للعنف الاسرائيلي، …الخ، إلى جانب الخصائص الديمغرافية للعمليات الاستشهادية الفلسطينية من حيث: تاريخها، وتوقيتها، ومكان تنفيذها، ..الخ، والاجراءات التعسفية التي اتخذها الاسرائيليون بحق أسرة الاستشهادي بعد تنفيذ العملية الاستشهادية. ويلخص الكتاب السمات الشخصية للاستشهاديين الفلسطينيين: الاجتماعية، والدينية، والوطنية والنفسية، إضافة إلى دوافع الاستشهاد في الواقع الفلسطيني، والتغيرات السلوكية التي ظهرت على الاستشهادي والتي تم ملاحظتها من الأهل والأصدقاء قبل تنفيذ العملية الاستشهادية. ويحوي الكتاب وجهة نظر أهالي الاستشهاديين الفلسطينيين في العمليات الاستشهادية، والعديد من وصايا الاستشهاديين -رحمهم الله جميعاً- التي كتبوها بدمهم ولحمهم، لحن وفاء وأنشودة حرية.

وخلص الكتاب إلى أن العمليات الاستشهادية تبلورت في سياق النضال الوطني الفلسطيني لدحر الاحتلال، فكان هذا الكم الهائل من الاستشهاديين من كافة المناطق الفلسطينية، الذين قرروا بكل إرادة وتصميم التضحية بحياتهم لصالح المجموع، حتى تحرير فلسطين. وبذلك أصبح الاستشهاد ظاهرة اجتماعية عامة تتجاوز خصوصية العمل الفردي، لتذوب في المجتمع كله بعد أن يقدم الاستشهادي روحه في سبيل الله والوطن.

فدوافع الاستشهاد إنما هي دوافع وطنية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وممارساته القمعية اليومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. إن أبسط الواجبات الإنسانية هي مواجهة العدو المحتل، والمقاومة بكافة أشكالها واجب وطني طالما هناك احتلال، فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام وحشية إسرائيل لمجرد إرضاء الرأي العام العالمي، الذي فشل في توفير الحماية الدولية له. لقد أصبح راسخاً في الذهنية الفلسطينية، وفي العقل الجمعي الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين هو السبب المباشر في وجود المقاومة، وعلى هذا فإن استمرار الاحتلال يعني وبكل بساطة استمرار الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل أساليبها وأشكالها، بما فيها العمليات الاستشهادية التي حققت توازن رعب مع احتلال يقتل الفلسطينيين ليلاً نهاراً، ولا يجد من يردعه أو يوقفه، فضلاً عن أن المقاومة حق مشروع كفلته كل الشرائع والمواثيق السماوية والوضعية.

في المقابل علينا ألا نغفل أهمية الدوافع الدينية التي هي عوامل داعمة وبقوة للعمليات الاستشهادية الفلسطينية، بالإشارة إلى أن أغلبية الفلسطينيين مسلمون، ويلتزمون بتعاليم الإسلام التي تحض على مقاومة المعتدين بكافة الأشكال والطرق.

فالشعب الفلسطيني الذي تعرض منذ العام 1948 ولا يزال يتعرض إلى أبشع أشكال الإبادة والاضطهاد والاحتلال لجأ إلى المقاومة والعمليات الاستشهادية من أجل تحرير وطنه من الاحتلال والدفاع عن نفسه وحقوقه الإنسانية وكرامته، واختار أسلوب المقاومة لممارسة حقه في العودة وتقرير المصير والسيادة والاستقلال انطلاقاً من ميثاق الأمم المتحدة وبقية العهود والمواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وعليه تبقى إستراتيجية المقاومة ذات عنوان ثابت هو طالما هناك احتلال هناك مقاومة، الأمر الذي يعني ببساطة استمرارها على المدى البعيد إلى جانب أشكال أخرى للمقاومة حتى دحر الاحتلال. فالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمتمثلة في تواصل عمليات الاغتيال والحصار والإغلاق هي التي استدرجت كافة شرائح المجتمع والقوى الفلسطينية لتنفيذ العمليات الاستشهادية.

والخبرات الصادمة التي مر بها الاستشهاديون الفلسطينيون وأسرهم بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام جراء الممارسات الاسرائيلية الوحشية بحقهم كانت ذات علاقة وثيقة بانخراطهم في العمليات الاستشهادية. أما الحديث عن العوامل النفسية، الاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها كدوافع للاستشهاد فهذا أمر غير صحيح، فربط الاستشهاد بمثل هذه العوامل يقلل من قيمة الاستشهاد ويجعله انتحاراً اجتماعياً، وهو أقرب إلى الإحباط الذي يقود الإنسان للبحث عن وسيلة تخلصه من ضغوط الحياة. فلم يهرب الاستشهاديون من مشاكلهم، ولا من أزماتهم النفسية، والزوجية، والمالية، …الخ من مشاكل إلى الموت، ولكنهم اختاروا هذا الطريق بقرار واع، حاملين آمال الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة نحو تحقيق الحرية وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة،

وأهدى الدكتور بسام كتابه إلى الأرض المباركة المقدسة، أرض الجهاد والاستشهاد، فلسطين الحبيبة، وإلى الخالدين من الشهداء والاستشهاديين (صنّاع الحياة) الذين تقاطرت دماؤهم على أرض فلسطين، وإلى أسرهم القابضين على الجمر، وإلى كل المناضلين الذين يعيدون كتابة التاريخ بأحرف من دماء، وإلى كل لاجئ يحلم بالعودة إلى وطنه السليب.

وأنه لواجب وطني يشّرف الباحث نشر أطروحته في كتاب بعد دراسة علمية، مسحية هي الأولى من نوعها للاستشهاديين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي فرضت بحداثتها في المجتمع الفلسطيني أهميتها، وخلقت بظهورها عدة تساؤلات في أذهان الكثيرين، بحيث أصبح من الضروري دراستها دراسة موضوعية، بالذات وأنها قد أشبعت بحثاً وتحليلاً على المستوى النظري، وحظيت باهتمام بالغ من الجانب الإسرائيلي، التي هي بالأساس مطلب فلسطيني، فالمكتبة الفلسطينية تحتاج لأبحاث ميدانية دقيقة تتناول هذا الموضوع بالبحث والدراسة، وتضع الأسس العلمية للارتقاء بقضيتهم وبهم سياسياً، واجتماعياً، وثقافياً. وسيكون الكتاب مرجعاً هاماً للمهتمين في مجال العمليات الاستشهادية الفلسطينية، وذلك بما يحويه من معلومات مهمة حول الظاهرة الاستشهادية التي تعدت حدود فلسطين لتصبح ظاهرة عالمية.

يذكر أن د.بسام قد حصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع (أساليب وتقنيات البحث العلمي) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، من دائرة علم الاجتماع، كلية العلوم الاجتماعية والسياسية، جامعة غرناطة بإسبانيا العام 2010.

وفي هذا المقام يتقدم الباحث بخالص الشكر وعظيم الامتنان لكل من ساهم ومدّ يد العون لإخراج هذا العمل الوطني إلى حيز الوجود، ويخص بالذكر أ.د. سريّ نسيبة رئيس جامعة القدس، وإدارتها لدعمهم المميز والمتواصل للباحث بخاصة ولمسيرة البحث العلمي في جامعة القدس وفي وطننا الحبيب بعامة.

شارك المقال عبر:

مشاركة أ. محمد شريعة في مؤتمر حول – نظرة على الخطة الوطنية الإستراتيجية للتشغيل
تجربة الحركة الاسيرة تاريخ حافل بالاضرابات عن الطعام

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University