"يا ايتها النفس المطمئنة، ارجعي الى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم

ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقك يا سحر لمحزونون

فقدت دائرة الطب المخبري إحدى أركانها وواحدة من مؤسسيها السيدة الاستاذة "سحر الجاعوني زينة" والتي انتقلت إلى رحمته تعالي يوم الخميس الموافق 8/11/2018، فقدنا الاخت والصديقة والزميلة.

انضمت الأستاذة سحر إلى الهيئة التدريسية عام 1985 بعد إنهاء الدراسات العليا في الولايات المتحدة الامريكية، ومنذ ذلك الحين وهي تعمل بتفاني في هذه الدائرة، ففي الانتفاضة الأولى عندما أغلقت الجامعات وكنا نعوض في أمكان أخرى، مثل الكلية الابراهمية في القدس، ومدرسة التمريض في مستشفى المقاصد، كانت من اولى المبادِرات إلى ذلك، رغم الطرق الصعبة آن ذاك، والالتزامات العائلية والأطفال، وكذلك في وقت الاجتياح في الانتفاضة الثانية، حيث كنا ندرّس بشكلٍ مكثف في حرم أبو ديس وكنا نضطر إلى ترك بيوتنا والمبيت هنا في أبو ديس، تاركين الزوج والأولاد، وكانت رحمها الله تقوم بذلك بصدر رحب وتقول الأولوية لعملي، وفي 2008 ابتليت بفقدان الزوج فصبرت واستمرت في تأدية عملها بكل تفان وإخلاص، بالاضافة إلى تحمل المسؤولية الكاملة تجاة أسرتها، ثم ابتليت مرة اخرى في 2011 في صحتها ومرضها، فكانت أيضا من الصابرات واستمرت في تأدية رسالتها التعليمية رغم المرض، والجراحات المختلفة، والعلاج الكيماوي، والعلاج الاشعاعي، حيث كانت تقول إن الله قد هيئ لها وأكرمها أن تكون عمليتها الجراحية ما بين الفصلين أو في العطلة الصيفية، كي لا تنقطع عن عملها، وكانت تبرمج أن تكون جلسة العلاج الكيميائي يوم الأربعاء، كي تستطيع أن ترتاح في العطلة الأسبوعية لتستأنف عملها في بداية الأسبوع التالي، وظلت كذلك إلى أن وصلت مرحلة متقدمة في مرضها، لم تقوى معها على الاستمرار في العمل، فاستقالت في بداية 2018 بعد قضت حياتها كلها في الجامعة.

لقد عرفناها صابرة، مكافحة، خلوقة، عطوفة، تحب الخير للجميع، متفانية في عملها، متفانية في تأدية رسالتها، ونحسبها من الصالحين ولا نزكي على الله أحداً، فقد كانت نعم الأخت ونعم الصديقة ونعم الزميلة.

آجرنا الله في مصيبتنا، وأسكنها الفردوس الأعلى إن شاء الله مع الصّدقيين والشهداء والصالحين، وألهم أبناءها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان.

انا لله وانا اليه راجعون

زملائها وزميلاتها في كلية المهن الصحية